آخر الأخبار

هذه تفاصيل إفشال الجيش المغربي لهجومين للبوليساريو بطائرات مسيّرة

شهدت المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني المغربي، نهاية الأسبوع، أحداثاً عسكرية جديدة بعدما تمكنت القوات المسلحة الملكية من إحباط محاولتين متتاليتين لجبهة البوليساريو كانتا تستهدفان مواقع عسكرية مغربية. وجاء هذا التطور ليؤكد مجدداً جاهزية الجيش المغربي في مواجهة أي تحركات عدائية بالمنطقة، حيث تم اللجوء إلى الطائرات المسيرة والمدفعية الميدانية بشكل حاسم، ما أسفر عن تحييد ستة عناصر مسلحة وتدمير عربات كانت في طريقها لاختراق الحدود.

المحاولة الأولى رصدتها وحدات المراقبة المغربية حين تحركت مجموعة من تسعة مسلحين تابعين للبوليساريو على متن ثلاث سيارات رباعية الدفع عبر الحدود الموريتانية في اتجاه مواقع الجيش المغربي. وفور رصدهم، تدخلت طائرة مسيرة مغربية بدقة عالية، مستهدفة إحدى السيارات مباشرة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مسلحين في الحال، وإفشال المخطط قبل وصوله إلى أي هدف. هذا التدخل عزز مرة أخرى فعالية سلاح الطائرات بدون طيار الذي بات يشكل عنصراً أساسياً في استراتيجية الردع المغربية.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، حاولت مجموعة أخرى من عناصر الجبهة استغلال تضاريس المنطقة المفتوحة قرب أوسرد للتقدم نحو مواقع مغربية. غير أن المدفعية المتمركزة على طول الجدار الأمني كانت في الموعد، حيث أطلقت قذائف دقيقة على إحدى العربات المسلحة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل والقضاء على ثلاثة مسلحين إضافيين. العملية تمت بسرعة وحزم، وأكدت الجاهزية الميدانية العالية للقوات المنتشرة في تلك النقاط الحساسة.

ووفق المصادر الأمنية، فإن سيارة رباعية الدفع من نوع “تويوتا” كانت ترافق المجموعة المسلحة حاولت التدخل لسحب جثث القتلى، لكن طائرة مسيرة مغربية تدخلت مجدداً وأطلقت صاروخاً تحذيرياً أجبر السائق على التراجع والعودة بسرعة باتجاه الحدود الموريتانية. هذه الخطوة أبرزت التنسيق العالي بين وحدات الاستطلاع الجوي والقوات الميدانية في إدارة الموقف على الأرض.

وتشير التقديرات إلى أن عناصر البوليساريو باتوا يعتمدون بشكل متكرر على الحدود الطويلة مع موريتانيا، مستغلين الطبيعة الجغرافية المفتوحة للمنطقة العازلة، في محاولات لتنفيذ هجمات مباغتة. غير أن التطور الملحوظ في ترسانة الجيش المغربي، خصوصاً في مجال الطائرات بدون طيار وتقنيات المراقبة، جعل مثل هذه المحاولات تنتهي بالفشل قبل أن تحقق أي اختراق فعلي.

ويرى متابعون أن هذه التطورات الميدانية تعكس جانبين مهمين: الأول هو التفوق العسكري النوعي للمغرب، الذي تمكن من إدماج منظومات قتالية متطورة غيرت قواعد الاشتباك بالصحراء. أما الجانب الثاني، فيتمثل في استمرار جبهة البوليساريو في نهج التصعيد رغم إدراكها لاختلال ميزان القوة بشكل واضح، وهو ما يطرح تساؤلات حول خلفيات هذه التحركات خاصة في ظل الضغوط المتزايدة التي تعيشها الجزائر، الداعم الرئيسي للجبهة، داخلياً وخارجياً.

سياسياً، تأتي هذه المستجدات في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز موقعه على الساحة الدولية، مع توالي الاعترافات بمغربية الصحراء وتنامي الاستثمارات الاستراتيجية في مدينتي العيون والداخلة. وهو ما يجعل أي تحرك مسلح من طرف البوليساريو يظهر معزولاً ومحدود الأثر، بل ويعكس ارتباكاً داخلياً ومحاولة يائسة لإثبات حضور ميداني فقد الكثير من جدواه في ظل تغير موازين القوى.

المقال التالي