آخر الأخبار

زاكورة…فاجعة جديدة تفضح فشل السياسات الصحية في المغرب العميق

توفيت سيدة حامل تنحدر من أحد دواوير جماعة تمكروت بإقليم زاكورة رفقة رضيعها، وهي في طريقها إلى مستشفى سيدي حساين بورزازات، بعدما تمت إحالتها من المستشفى الإقليمي بزاكورة.

وتشير المعطيات إلى أن الأم خضعت لعملية قيصرية أسفرت عن ولادة طفل يعاني من نقص في الأكسجين، ما استدعى نقله مع والدته، غير أن الطريق الوعرة وما رافقها من نزيف حاد حالا دون نجاتها، تاركة خلفها طفلة يتيمة في الثالثة من عمرها.

هذه الفاجعة ليست استثناءً في إقليم زاكورة، الذي يسجل سنوياً وفيات عديدة في صفوف النساء الحوامل، نتيجة ضعف البنيات الصحية وغياب تجهيزات أساسية للتكفل بالحالات المستعجلة؛ المستشفيات في المنطقة لا تزال عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات، ما يجعل حياة النساء والأطفال رهينة بمسالك طرقية خطيرة وبتأخر التدخلات الطبية.

في المقابل، تواصل الحكومة ووزارة الصحة “التبجح” بخطابات رنانة حول تعميم التغطية الصحية وتطوير البنيات التحتية، بينما الواقع يكشف عن مفارقة صارخة بين الكلام والعمل؛ فبينما تُصرف الميزانيات في الوعود والمخططات الورقية، يظل المواطن البسيط في القرى والبوادي ضحية الإهمال، ويدفع حياته ثمناً لانعدام العدالة الصحية.

إن وفاة هذه الأم جرس إنذار آخر يُظهر فشل السياسات العمومية في معالجة الاختلالات العميقة لقطاع الصحة. فهل ستظل حياة المغاربة، خصوصاً في المناطق الهشة، رهينة الوعود التي لا تتجاوز المنابر الرسمية؟

المقال التالي