رسائل مشفرة في فيديو قصير.. ماذا تعني إشارة السفير الفرنسي إلى الصحراء الشرقية؟

تظل الرسائل الدبلوماسية المشفرة وسيلة مهمة للتواصل السياسي، خصوصًا حين تتضمن رموزًا وإشارات دقيقة تُفهم فقط ضمن السياق الإقليمي والدولي؛ هذه الرسائل، التي قد تبدو عابرة في ظاهرها، كثيرًا ما تحمل دلالات سياسية قوية وتكشف مواقف الدول تجاه ملفات حساسة، وفي مقدمتها ملف الصحراء المغربية، الذي ظل محورًا حيويًا في العلاقات الدولية للمنطقة.
ومباشرة بعد عودة موظفيها من عطلتهم الصيفية، نشرت السفارة الفرنسية بالرباط مقطع فيديو على صفحتها الرسمية على فيسبوك، بدا في ظاهره مرحًا ودعوة للتفاعل، لكنه سرعان ما أثار جدلاً واسعًا.
جاء ذلك بعد أن ظهر السفير الفرنسي، كريستوفر لو كورتي، وهو يلوح بيده أمام خريطة المغرب الكاملة، بما فيها الصحراء الشرقية، التي اقتطعتها فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية ووهبتها للجزائر.
واعتبر عدد من المتابعين أن هذا الظهور ليس مصادفة، بل يحمل رسالة مشفرة من باريس موجهة مباشرة إلى الجزائر، خاصة في ظل التوتر الحالي في العلاقات بين البلدين؛ كما أشاروا إلى أن توقيت الفيديو يتزامن مع تحولات مهمة في ملف الصحراء المغربية، الذي يقترب من الحسم لصالح الرباط بعد الاعترافات والدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي.
ويرى معلقون أن الإشارة إلى الصحراء الشرقية قد تفتح نقاشًا جديدًا حول الحدود التاريخية للمغرب، على غرار ما حدث مع الصحراء الغربية، مما يضع الجزائر تحت ضغط دبلوماسي متصاعد، ليس فقط من المغرب، بل حتى من حلفائها، بما في ذلك فرنسا نفسها، التي لا تفوت فرصة للتذكير بالحقائق التاريخية التي صنعتها خلال فترة الاستعمار.
تعليقات