آخر الأخبار

زلزال مدمر يضرب شرق أفغانستان ويحصد مئات الأرواح

ضرب زلزال قوي شرق أفغانستان في ساعات متأخرة من ليلة الأحد مخلفا دمارا واسعا وخسائر بشرية ثقيلة. الزلزال الذي بلغت شدته ست درجات على سلم ريشتر هز مناطق واسعة من ولايتي ننكرهار وكونار، وكان مركزه بالقرب من مدينة جلال آباد القريبة من الحدود الباكستانية، ما جعل سكان كابول وإسلام آباد يشعرون بهزاته العنيفة.

وتشير آخر التقديرات إلى أن عدد القتلى تجاوز ستمائة شخص، بينما أصيب أكثر من ألف وخمسمائة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. العديد من القرى في كونار سويت بالأرض، كما تعرضت منازل وبنى تحتية في ننكرهار ولغمان لأضرار كبيرة، وأغلقت بعض الطرق بفعل الانزلاقات الأرضية، الأمر الذي صعّب وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المنكوبة.

شدة الاهتزاز كانت عالية في بؤرة الزلزال، فيما وصلت آثارها إلى العاصمة الأفغانية كابول وبعض المدن الباكستانية، حيث عاش السكان لحظات من الهلع وخرج كثير منهم إلى الشوارع خوفا من انهيار المباني.

السلطات المحلية باشرت عمليات إنقاذ بمساعدة السكان، وتم إرسال مروحيات لنقل الجرحى إلى المستشفيات، فيما تبرع مواطنون بالدم بشكل عاجل. الهلال الأحمر الأفغاني دعا إلى تدخل دولي سريع، وقد أبدت بعض الدول استعدادها لتقديم المساعدة، من بينها إيران، بينما أعلنت الأمم المتحدة أنها تتابع الوضع عن كثب.

أفغانستان تقع في منطقة نشطة زلزاليا على تقاطع الصفائح الهندية والأوراسية، وهو ما يجعلها عرضة لهزات مدمرة بين الفينة والأخرى. وفي الوقت الذي ما زالت البلاد تعاني من آثار زلزال هرات في أكتوبر 2023 الذي خلف أكثر من ألف وأربعمائة قتيل، جاءت هذه الكارثة لتزيد من معاناة السكان وتكشف هشاشة البنية التحتية وضعف إمكانيات الاستجابة لمثل هذه الأزمات.

هذا الزلزال الجديد يمثل فاجعة إنسانية أخرى تضاف إلى سلسلة مآسي الشعب الأفغاني الذي يعيش أصلا تحت وطأة أزمات سياسية واقتصادية خانقة، ويضع السلطات المحلية والمجتمع الدولي أمام مسؤولية مضاعفة لتقديم الدعم والإغاثة العاجلة للضحايا والمشردين.

المقال التالي