آخر الأخبار

حفيظ لـ”مغرب تايمز”: بنكيران مصاب بالكذب المرضي ويعيش وهم الزعامة

عاد الجدل ليطفو على سطح النقاش السياسي من جديد، بعدما وجّه الأستاذ الجامعي والقيادي في فيدرالية اليسار الديمقراطي، محمد حفيظ، انتقادات لاذعة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، واصفاً إياه بـ”الكذّاب” الذي فقد توازن الخطاب السياسي، مفضّلاً ما سمّاه “سلوك الحيوان السياسي” على “تصرف الإنسان العاقل”.

وقال حفيظ في تصريح لـ”مغرب تايمز” رداً على حديث الأمين العام لـ”البيجيدي” عن التزوير الذي شهدته تلك الانتخابات، وواقعة المقعد البرلماني المزور الذي رفضه حفيظ قبل 28 سنة، وذكره بالاسم أكثر من مرة، إن بنكيران “اعتاد، في كل مناسبة يتحدث فيها عن مشاركة إخوانه في تلك الانتخابات، على أن يذكر التزوير الذي شابها. وكان دائماً يعطي المثال بالمقعد المزور الذي رفضته، وكان يقدم ذلك بالصورة التي يريد، أو بالأحرى بالصور التي يريد؛ إذ كل مرة يقدم رواية بصيغة مختلفة”.

وأضاف المتحدث أن هذه العادة ليست مجرد اجتهاد سياسي، بل تحولت إلى “كذب مرضي” يمارسه بنكيران باستمرار لتغذية صورة زعامة وهمية أمام قواعد حزبه. وأكد أن هذا السلوك لم يعد يعكس مسؤولية رجل دولة، بل يكشف عقلية انتهازية تجعل من المغالطة أداة دائمة للخطاب.

ورأى حفيظ أن ما يروج له بنكيران لا يضر فقط بالذاكرة السياسية، بل يعكس أيضاً تراجعاً في قيمة النقاش العمومي، حيث أصبح الخطاب الحزبي مبنياً على شخصنة الوقائع بدل النقاش الموضوعي حول رهانات الديمقراطية المغربية.

وختم قائلاً إن “إعادة تدوير الأكاذيب لا تبني مشهداً سياسياً صحياً”، داعياً إلى القطع مع مثل هذه الممارسات التي لا تزيد سوى في تعميق أزمة الثقة بين الفاعلين السياسيين والمواطنين.

بنكيران يبدو أنه نسي أن الكذب في العمل السياسي ليس مجرد زلة عابرة، بل هو انحدار أخلاقي يقوّض أسس الثقة بين المواطن ومؤسسات الحكم. وعندما يتحول إلى وسيلة لتزييف الوقائع وتغليف الوهم بلباس الحقيقة، فإنه ينزل بالفاعل السياسي إلى درك الوضاعة، ويدفع بالحياة العامة نحو العبث وفقدان المصداقية. إن أخطر ما في الكذب السياسي أنه لا يكتفي بتضليل الناس، بل يرسخ ثقافة الخداع كآلية طبيعية في تدبير الشأن العام، وهو ما يجعل فضحه ومواجهته ضرورة لحماية قيم الديمقراطية والشفافية.

المقال التالي