90% من الأسر المغربية عاجزة عن الادخار.. أعباء الدخول المدرسي تدفعها نحو القروض الاستهلاكية

مع اقتراب الدخول المدرسي في شتنبر المقبل، تتزايد الضغوط على ميزانيات الأسر المغربية، خصوصاً الطبقة المتوسطة التي تجد نفسها أمام مصاريف إضافية تشمل الكتب واللوازم والرسوم المدرسية. هذا الوضع يفاقم الأعباء المالية، ويدفع الكثير من العائلات إلى اللجوء إلى القروض الاستهلاكية لتغطية حاجيات أبنائها.
بيانات المندوبية السامية للتخطيط تكشف أن نصف مداخيل الأسر المتوسطة يُوجَّه إلى سداد الأقساط البنكية، فيما لا تتجاوز نسبة الأسر القادرة على الادخار 2,1%، مقابل 90,2% تعجز عن تكوين أي مدخرات، ما يجعل الاستدانة الخيار الأكثر شيوعاً لتلبية المتطلبات الأساسية.
الخبير الاقتصادي رشيد ساري يؤكد أن التضامن العائلي، الذي كان يخفف الأعباء في الماضي، تراجع بشكل واضح، الأمر الذي جعل الأسر تتحمل لوحدها تكاليف ثقيلة. ويرى أن هذا التحول يفاقم هشاشة الوضع المالي للطبقة المتوسطة التي أصبحت عاجزة عن مواكبة ارتفاع أسعار التعليم والسكن والخدمات.
أما الباحث محمد جدري، فيشير إلى أن نهاية العطلة الصيفية تزامناً مع بداية الموسم الدراسي تزيد من حجم الضغط على العائلات، بسبب تكاليف الملابس واللوازم، مضيفاً أن السلوك الاستهلاكي للأسر المغربية تغيّر، إذ تسعى لتلبية احتياجات تفوق قدراتها المالية الفعلية.
هذا الواقع يعكس خللاً أعمق في القدرة الشرائية للمغاربة، حيث تتآكل دخولهم بفعل ارتفاع تكاليف المعيشة، ما يدفعهم إلى البحث عن بدائل تمويلية قصيرة الأمد، لكنها تُغرقهم أكثر في دوامة القروض. خبراء الاقتصاد يحذرون من أن استمرار هذا النمط قد يقود إلى تفاقم مديونية الأسر، ويجعلها أكثر عرضة للهشاشة أمام أي صدمات اقتصادية جديدة.
في ظل هذه المعطيات، تتجدد الدعوات إلى وضع سياسات عمومية تراعي واقع الطبقة المتوسطة، وتوفر بدائل عملية لتخفيف الضغط عنها، سواء عبر دعم مباشر للوازم المدرسية أو من خلال تسهيلات ضريبية. فالمدرسة، كما يشير الخبراء، يجب أن تبقى أداة للترقي الاجتماعي لا عبئاً يثقل كاهل الأسر.
تعليقات