لقاءات العمال بالمنتخبين: الحسابات السياسية تعرقل مسار إعداد المخططات التنموية الجديدة

أطلقت السلطات الترابية سلسلة من اللقاءات التشاورية في مختلف العمالات والمقاطعات، تنزيلا للتوجيهات الملكية الأخيرة، بهدف صياغة جيل جديد من المخططات التنموية المندمجة؛ غير أن عددا من هذه اللقاءات شهد انحراف النقاش عن أهدافه الأساسية، بعدما حوّل بعض المنتخبين مداخلاتهم إلى خطابات ذات طابع انتخابي، بعيدا عن أولويات تحسين ظروف عيش المواطنين.
وفي لقاء احتضنته عمالة عين الشق، برز هذا الخلل بشكل واضح، إذ بدل التركيز على قضايا كبرى مثل الصحة والتعليم والبنيات الأساسية والتشغيل، انشغل بعض المنتخبين بالمطالبة بتزفيت الأزقة أو معالجة حفر بأحياء معينة، فيما ظلت ملفات استراتيجية، مثل استكمال أشغال الطرق الرئيسية التي تأخرت لسنوات، خارج دائرة الاهتمام.
هذا السلوك أثار استغراب عدد من المشاركين الذين رأوا أن مثل هذه الممارسات تبرر تشديد الرقابة على عمل المجالس المنتخبة، مؤكدين أن المطلوب هو الانخراط الجاد في النقاش حول أولويات التنمية الترابية.
وفي هذا الإطار، تواصل وزارة الداخلية التأكيد على أن البرامج الجديدة يجب أن تقوم على مشاريع واضحة وملموسة، تعزز فرص الشغل، وتطور الخدمات الاجتماعية، خصوصا التعليم والصحة، مع اعتماد مقاربة تشاركية تجمع مختلف الفاعلين لضمان نجاعة التنفيذ واستدامة النتائج.
وبشكل عام، تعكس هذه النقاشات التحدي الكبير الذي يواجه النموذج التنموي الجديد، والمتمثل في الموازنة بين الرهانات الاستراتيجية للدولة وطموحات الفاعلين المحليين. فنجاح هذه المخططات لن يتحقق إلا عبر تجاوز الحسابات الضيقة، وتكريس رؤية جماعية تجعل التنمية رهانا مشتركا يتقاسم الجميع مسؤوليته.
تعليقات