تعاون استخباراتي مغربي يطيح بزعيم “بوكو حرام الإرهابية” في النيجر

أعلن الجيش النيجري، عن نجاح عملية نوعية أسفرت عن القضاء على إبراهيم محمودو، المعروف بـ”باكورا”، أحد أبرز قادة تنظيم بوكو حرام الإرهابي. العملية جرت في جزيرة تشيلاوا بمنطقة ديفا جنوب شرق البلاد، وجاءت ثمرة تعاون استخباراتي وثيق مع المغرب.
وأكد البيان العسكري أن العملية تمت بدقة عالية، بعد تزويد القوات النيجيرية بمعلومات حاسمة من الأجهزة الأمنية المغربية. صحيفة “لاراثون” الإسبانية كشفت أن هذا التعاون يدخل في إطار تبادل منتظم للمعلومات بين الرباط ودول الساحل والصحراء، حيث يقدّم المغرب خبرته في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة المنظمة.
وبالتزامن مع هذه التطورات، شهدت العاصمة نيامي في 6 غشت اجتماعاً بين العقيد-اللواء محمودو نوهو باكو، مدير المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية والأمنية، والعقيد عادل رجائي، الملحق الدفاعي المغربي. اللقاء ركّز على أهمية البحث العلمي وتبادل الخبرات لمواجهة التحديات الأمنية المعقّدة التي تواجه البلدين.
غير أن هذا التعاون لم يخلُ من حملات دعائية مضادة، إذ تداولت وسائل إعلام جزائرية وأخرى قريبة من جبهة البوليساريو مزاعم تفيد بإنهاء النيجر تعاونها الأمني مع المغرب، وهي أخبار نفتها الوقائع الميدانية.
ويأتي هذا النجاح بعد أسابيع قليلة من مساهمة المغرب في وساطات بالمنطقة، كان أبرزها تحرير أربعة جواسيس فرنسيين من بوركينا فاسو، إضافة إلى الإفراج عن أربعة سائقين مغاربة احتجزوا في مالي منذ يناير، وهي عملية تمت مطلع غشت بفضل تنسيق مباشر بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها المالية.
كما يندرج التعاون الحالي في سياق المبادرة التي أطلقها الملك محمد السادس في 6 نونبر 2023، والتي انضمت إليها النيجر ومالي وتشاد وبوركينا فاسو في دجنبر من نفس العام، بهدف تسهيل وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي وتعزيز أمنها الإقليمي.
بهذا الإنجاز، يرسّخ المغرب موقعه كفاعل محوري في الأمن الإقليمي، ويؤكد أن التعاون الاستخباراتي وتبادل الخبرات يظل السبيل الأنجع لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تستهدف استقرار منطقة الساحل والصحراء.
تعليقات