آخر الأخبار

وزير سابق يطلق النار على مهرجانات تلهي الشباب قبيل الدخول المدرسي

تعيش الساحة المغربية، في الفترة الأخيرة جدلاً واسعاً حول طبيعة المهرجانات التي تنظم في مختلف المدن، وما تثيره من نقاشات مرتبطة بالجدوى والأولويات، خاصة عندما تتزامن مع فترات حساسة كالدخول المدرسي.

وبينما يعتبرها البعض فضاءات للترفيه وتنشيط الحياة الثقافية والفنية، يرى آخرون أنها تمثل مظاهر تبذير وإلهاء لا تتماشى مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها عدد كبير من الأسر المغربية.

في هذا السياق، عبّر خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، عن انتقاده الشديد لاستمرار تنظيم مهرجانات وصفها بـ”الانفلات الأخلاقي”، وذلك على بُعد أيام قليلة من انطلاق الموسم الدراسي الجديد.

وأوضح في تدوينة له أن مدينة القنيطرة احتضنت خلال هذا الأسبوع مهرجاناً رسمياً بترخيص وتمويل عمومي، حضره ما يقارب 24 ألف شخص، معظمهم من الشباب والتلاميذ القاصرين، حيث تعرضوا ـ حسب قوله ـ لمشاهد وحركات خادشة للحياء وكلام ساقط.

وتحدث الصمدي عن مظاهر أخرى اعتبرها خطيرة ترافق مثل هذه الفعاليات، من قبيل شرب الخمر علناً، واستهلاك المخدرات، وحالات التحرش، متسائلاً إن كانت هذه هي الأجواء التي تُهيئ بها المجالس المنتخبة وشركاؤها الدخول المدرسي والجامعي، عبر ما وصفه بـ”تمويل الفساد الأخلاقي” وتوفيره من فضاءات وتجهيزات ولوجستيك واستنفار أمني وطبي.

وشدد المسؤول الحكومي السابق على أن الأمر لا يبدو مجرد احتفال شبابي عفوي، بل “مخطط إلهاء مدروس” يهدف إلى نشر ثقافة “الضياع والتضبيع” في صفوف الناشئة بتمويل عمومي وتغطية إعلامية واسعة. واعتبر أن الأموال المرصودة لمثل هذه المهرجانات كان من الأجدى أن تُوجَّه لتهيئة المؤسسات التعليمية والصحية والمواصلات، أو لمساعدة الأسر الفقيرة في اقتناء مستلزمات الدخول المدرسي من كتب وأدوات وملابس.

وأضاف الصمدي أن صور وفيديوهات هذه المهرجانات التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي تعكس ـ في نظره ـ حالة من الانفلات الأخلاقي، ستكون لها انعكاسات سلبية على الأسرة والمدرسة والمجتمع بشكل عام، بدءاً من تفشي الإدمان والجريمة وصولاً إلى ازدحام السجون والمستشفيات. وختم بالتحذير من “وعيد اجتماعي خطير” إذا استمر الوضع على ما هو عليه، داعياً إلى تدارك الأمر قبل فوات الأوان.

المقال التالي