خبير لـ”مغرب تايمز”: الكونغرس أمام لحظة حاسمة في نزاع الصحراء

تترقب الأوساط السياسية والدبلوماسية في واشنطن والمنطقة المغاربية مصير مشروع قانون فيدرالي أمريكي يضع جبهة “البوليساريو” أمام احتمال غير مسبوق: تصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية. فقد انتهت، يومه الأحد 24 غشت 2025، المهلة المحددة بـ 90 يوماً، والتي مُنحت للجبهة لإعلان موقف واضح من مبادرة الحكم الذاتي المغربية، ما يفتح الباب أمام الكونغرس لبدء مناقشة المشروع واتخاذ قرار بشأنه.
يهدد المشروع بفرض عقوبات مشددة على الجبهة الانفصالية في حال لم تبدِ التزاماً جاداً بالانخراط في المسار السياسي القائم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وينص على منح وزيري الخارجية والخزانة الأمريكيين صلاحية اتخاذ القرار خلال مدة محددة، بالاستناد إلى قانون “ماغنيتسكي العالمي” وأوامر رئاسية سابقة تتيح فرض عقوبات مالية ودبلوماسية على الكيانات المرتبطة بالإرهاب.
كما يطالب النص الإدارة الأمريكية بإعداد تقرير مفصل خلال 180 يوماً، يتناول قيادة “البوليساريو” وشبكة دعمها الدولية، مع التركيز على علاقاتها المحتملة بإيران وروسيا وتنظيمات مثل “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني” و”حزب العمال الكردستاني”، إضافة إلى تقييم مدى تورطها في استهداف المدنيين.
وقال الدكتور محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية، في تصريح خص به موقع “مغرب تايمز” إن “انتهاء المهلة التي مُنحت للبوليساريو يضع المشروع مباشرة أمام الكونغرس لمناقشته واتخاذ قرار بشأنه”. وأوضح أن هذا النص، الذي تقدم به نائب جمهوري وآخر ديمقراطي، يعكس “توافقاً بين الحزبين وإدارة ترامب حول ضرورة الإسراع بإنهاء هذا النزاع الذي يُنظر إليه في واشنطن كعائق أمام الحضور الاستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، وكمُعطل لخلق مناخ مستقر يشجع على الاستثمار، خاصة في الأقاليم الجنوبية للمملكة”.
وأضاف شقير أن “مصادقة الكونغرس على تصنيف الجبهة منظمة إرهابية سيسلبها شرعيتها السياسية، حيث سيُمنع ممثلوها من المشاركة في الاجتماعات الدولية المنعقدة في نيويورك، كما سيُحرمون من الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة. وستُجمَّد أرصدتها المالية في البنوك الأمريكية والأوروبية، فضلاً عن اعتبارها حركة إرهابية، بما يسمح بملاحقة أعضائها أمام المحاكم الجنائية الدولية وتعقبهم أمنياً”.
ويرى محللون أن هذه التطورات لا تقتصر على البعد القانوني فقط، بل تمثل تحولاً سياسياً قد يضعف موقع “البوليساريو” ويحرج داعميها الإقليميين، خصوصاً الجزائر وإيران. في المقابل، من المتوقع أن تمنح هذه الدينامية زخماً أكبر للدبلوماسية المغربية وأن تدعم مبادرة الحكم الذاتي بوصفها الخيار الوحيد العملي لتسوية النزاع.
ومع انطلاق النقاش داخل الكونغرس، تبدو “البوليساريو” أمام منعطف حاسم قد يعيد رسم مسارها السياسي والدبلوماسي، فيما يتجه الموقف الأمريكي نحو تكريس رؤية جديدة ترى أن استقرار المنطقة يمر حتماً عبر الحل المغربي.
تعليقات