آخر الأخبار

اتهامات خطيرة تربك الجزائر وتزيد من عزلتها الدولية

كشفت تسريبات روسية حديثة، نُشرت عبر وكالة الأنباء “تاس”، عن معطيات تُظهر أنّ أوكرانيا تستغل بعض سفاراتها في إفريقيا كغطاء لتمرير أسلحة وطائرات مسيّرة نحو جماعات مسلّحة.

المفاجأة كانت حسب ذات المصدر، في ورود اسم الجزائر بشكل مباشر في هذه القضية، وهو ما اعتُبر مؤشراً على توتر غير مسبوق بين الجزائر وحليفتها الاستراتيجية روسيا.

فبينما تراهن الجزائر منذ سنوات على تعزيز شراكتها مع موسكو سياسياً وعسكرياً، جاءت هذه الاتهامات لتضعها في موقع حرج، إذ تُصوّرها وكأنها تسهّل ـ بوعي أو بدونه ـ أنشطة تخدم خصم روسيا الأول، أوكرانيا؛ وهو ما يعكس، وفق مراقبين، بداية تصدّع في علاقةٍ طالما اعتبرتها الجزائر ركيزة أساسية لسياستها الخارجية.

المفارقة أن روسيا التي دعمت الجزائر في ملفات إقليمية ودولية حساسة، هي نفسها التي نشرت هذه التسريبات في توقيت دقيق من صراعها مع كييف، الأمر الذي يعكس رسالة سياسية مبطّنة: الجزائر لم تعد محصّنة من الضغوط الروسية، بل يمكن تحميلها جزءاً من مسؤولية ما يجري إذا ثبت تورط سفارة أوكرانيا فوق أراضيها في هذه العمليات السرّية.

هذا التطوّر يفاقم عزلة الجزائر، التي وجدت نفسها في الأشهر الأخيرة عرضة لانتقادات غربية، والآن تواجه أيضاً شكوكاً من الجانب الروسي؛ وهو ما يجعل صورتها الدولية مهددة أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأنها تقدم نفسها كوسيط محايد ومدافع عن الاستقرار الإقليمي.

ووسط هذا الوضع الملتبس، يلوذ المسؤولون الجزائريون بالصمت، في وقت يرى فيه خبراء أن القضية قد تتحول إلى ورقة ضغط حقيقية على الجزائر، ليس فقط من الغرب، ولكن أيضاً من موسكو نفسها، التي قد تستغلها لإعادة ضبط ميزان علاقتها بالجزائر بما يخدم مصالحها المباشرة.

المقال التالي