بنكيران: صورة المغرب في عهد أخنوش “غير مشرفة”..

في خطاب اتسم بحدة غير معتادة، وجّه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، معتبراً أن السياسات المتبعة أضعفت صورة المغرب وأفقدت الحكومة البوصلة. وقال خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب بالرباط، إن أوضاع التعليم والصحة والتشغيل ومظاهر الفساد والمخدرات تعكس “صورة مزعجة وغير مشرفة”، مؤكداً أن ذلك نتيجة مباشرة لفشل الفريق الحكومي الحالي.
ولم يتوقف بنكيران عند حدود رئيس الحكومة، بل هاجم وزير العدل عبد اللطيف وهبي، معتبراً تصريحاته مستفزة وممارساته متناقضة مع روح الدستور، محذراً من أن قطاع العدالة لا يحتمل العبث أو المزايدات.
الأمين العام للحزب شدد على ضرورة التمييز بين الولاء للنظام الملكي باعتباره ضامناً لوحدة البلاد، وبين المجاملة السياسية التي ـ على حد وصفه ـ تُهدر معها المبادئ وتضعف المؤسسات. وأكد أن الدفاع عن الملكية يمر عبر احترام القوانين وصيانة الدستور، لا عبر التغطية على الاختلالات.
وأضاف بنكيران أن حزبه ليس باحثاً عن الغنائم السياسية، بل يؤدي واجباً أخلاقياً وسياسياً، مشدداً على أن الديمقراطية تظل الخيار الوحيد لتجاوز الأزمات. وقال: “نحن لسنا انقلابيين ولا ثوريين، نمارس السياسة داخل النظام الملكي ونؤمن بالإصلاح عبر المؤسسات، لكننا لن نصمت أمام خرق الدستور أو الالتفاف على القانون.”
وفي حديثه عن خطاب الملك بمناسبة عيد العرش، اعتبر بنكيران أنه أطلق دينامية سياسية جديدة حرّكت الساحة الحزبية، ودفع وزارة الداخلية إلى دعوة الأحزاب لتقديم مقترحات انتخابية. وأوضح أن حزب العدالة والتنمية شكل لجنة من 15 عضواً أعدت مذكرة مفصلة بعد نقاش واسع، مؤكداً أن الحزب رفض ما اعتبره خرقاً للدستور، وهو ما عبّر عنه ببيان “أحدث صدى سياسياً كبيراً”.
وأشار إلى أن الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2026 لن تكون مجرد موعد سياسي عادي، بل امتحاناً حقيقياً للديمقراطية المغربية وقدرة مؤسساتها على مواجهة محاولات التحكم.
وفي ختام كلمته، جدد بنكيران التأكيد على أن موقع المعارضة الذي يتولاه حزبه ليس موقعاً انتخابياً فحسب، بل مسؤولية وطنية لحماية التوازن السياسي. وأضاف: “لسنا طلاب سلطة، نحن طلاب إصلاح، وإذا كان قدرنا أن نواجه وحدنا فسنفعل، لأن الديمقراطية ليست ترفاً بل قدر هذا الوطن.”
تعليقات