العطش يقترب من المدن الكبيرة… الجفاف و”الضغط الكبير” في قفص الاتهامات

تشهد ثلاث جماعات بجهة الدار البيضاء–سطات، هي سيدي رحال الشاطئ، حد السوالم، والسوالم الطريفية، أزمة حادة بسبب الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب، حيث تجاوزت مدة الانقطاع في بعض المناطق 12 ساعة وقد تصل إلى يومين كاملين، دون إشعار مسبق أو مع تضارب في المواعيد المعلنة، مما جعل حياة السكان جحيماً في ظل موجة الحر.
بلاغ صادر عن المديرية الإقليمية للشركة الجهوية متعددة الخدمات بالبيضاء–سطات برر هذه الاضطرابات بضعف الصبيب القادم من منشآت الإنتاج، وتزايد الاستهلاك خلال فترة الذروة الصيفية، مرفوقاً بارتفاع درجات الحرارة؛ غير أن استمرار الانقطاع لفترات طويلة أثار موجة غضب واحتجاجات، وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاغات غاضبة.
في سيدي رحال الشاطئ، عاش السكان عطشاً طويلاً على امتداد أيام متتالية، ولم يتزودوا بالماء إلا لساعات محدودة، بينما ظل سكان حد السوالم يترقبون انقطاعاً جديداً في أي لحظة.
هذا الوضع أجبر الأسر على اللجوء إلى شراء قنينات المياه البلاستيكية والدلاء الكبيرة لتخزينها؛ كما وجد أطفال وشباب، خصوصاً من أبناء الجالية، أنفسهم محرومين من مسابح الإقامات السكنية بعدما استُعملت مياهها لأغراض أساسية.
المسؤولون يعزون الأزمة إلى تراجع مستويات الأنهار وجفاف الآبار، وهي المزود الرئيسي للمنطقة، بعد سبع سنوات من الجفاف، إضافة إلى الضغط الكبير الناتج عن توافد المصطافين وأبناء الجالية في الصيف. لكن أصواتاً محلية تؤكد أن المشكل تفاقم بسبب غياب دراسات مواكبة للنهضة العمرانية، إذ تم منح تراخيص لبناء إقامات سكنية وتوسعات واسعة دون تقوية البنيات التحتية المرتبطة بالماء والواد الحار، ما جعل قنوات هشة عاجزة عن تلبية حاجيات الأحياء، فبالأحرى مدن بأكملها.
تعليقات