آخر الأخبار

“نارسا” ترصد 15,9 مليون درهم لحملات إعلانية للحد من حوادث السير

في خطوة تعكس رهانا متزايدا على التوعية، أعلنت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية عن إطلاق طلب عروض يهدف إلى اقتناء مساحات إشهارية عبر القنوات السمعية البصرية والرقمية، وذلك في إطار استراتيجية جديدة لتقليص حوادث السير. المبادرة، التي كشف عنها اليوم الإثنين 18 غشت 2025، رصدت لها ميزانية تصل إلى 15,96 مليون درهم، أي ما يعادل 1,6 مليار سنتيم.

الوكالة أوضحت أن هذه الخطوة تدخل في سياق تعزيز ثقافة السير المسؤول داخل المجتمع المغربي، عبر حملات إعلامية وتواصلية تراهن على التأثير المباشر في سلوكيات مستعملي الطريق. ومن المنتظر أن تشمل الحملة مختلف المنصات الإعلامية، من قنوات وطنية وإذاعات محلية، وصولا إلى الوسائط الرقمية واسعة الانتشار.

وتعتبر “نارسا” أن التحسيس بالسلامة الطرقية يشكل الركيزة الأساسية لتغيير الممارسات اليومية للمواطنين على الطرق، مؤكدة أن الرسائل الإعلامية المزمع بثها ستسعى إلى إبراز المخاطر الحقيقية لحوادث السير، مع تقديم بدائل سلوكية قائمة على الوقاية والانضباط.

المشروع لا يقتصر فقط على شراء فضاءات إعلانية، بل يشمل أيضا تطوير أدوات تكنولوجية لقياس أثر الحملات على المدى الطويل. المزود الذي سيُختار سيكون مطالبا بتقديم استشارات إعلامية متخصصة، إلى جانب إعداد وتنفيذ وتقييم البرامج التوعوية، لضمان فعالية الرسائل وتأثيرها في الفئات المستهدفة.

هذه الحملة تندرج ضمن خطة شاملة تتبناها الوكالة منذ سنوات، تقوم على إشراك مختلف المتدخلين في مجال السير والمرور، وتعزيز القرب من المواطنين عبر مبادرات تفاعلية. الهدف النهائي، وفق الوكالة، هو تقليص نسب الحوادث، وتنمية سلوكيات أكثر مسؤولية على الطرقات المغربية.

ويرى متابعون أن تخصيص ميزانية بهذا الحجم يعكس تحولا في مقاربة الدولة لملف السلامة الطرقية، من التركيز على الردع عبر المراقبة والعقوبات، إلى الاستثمار في التوعية كآلية للوقاية.

وتأمل الوكالة أن تشكل هذه الحملة خطوة نوعية نحو تقليص الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن حوادث السير، والتي ما تزال تكلف المغرب ثمنا اجتماعيا واقتصاديا باهظا.

المقال التالي