آخر الأخبار

القمح الامريكي…استمرار الاعتماد على الاستيراد يبرز ضعف السياسات الزراعية بالمغرب

كشفت بيانات وزارة الزراعة الأمريكية أن المغرب استورد ما بين يونيو 2024 وماي 2025 نحو 61 ألفا و700 طن من القمح الأحمر الصلب الشتوي، وقد تم تسليم الكمية بالكامل؛ ويتميز هذا النوع من القمح بغناه بالبروتين وقدرته على التأقلم مع المناخ الجاف، مما يجعله الأكثر استعمالا في السوق المغربية.

وبحسب التقرير الأسبوعي الصادر في 7 غشت حول تجارة الحبوب العالمية، يحتل المغرب مكانة ضمن أكبر عشرة مستوردين أفارقة للقمح الأمريكي، إلى جانب نيجيريا وجنوب إفريقيا، ويعتمد بشكل متزايد على هذا النوع في صناعة الخبز التقليدي.

غير أن استمرار هذا الاعتماد الكبير على الاستيراد يسلط الضوء على محدودية السياسات الزراعية التي اعتمدها المغرب خلال السنوات الماضية، خاصة المخطط الأخضر الذي أطلقه عزيز أخنوش عندما كان وزيرا للفلاحة؛ فقد ركز المخطط على تشجيع الزراعات التصديرية المكثفة في استهلاك المياه مثل الحمضيات والأفوكادو والطماطم، مما أدى إلى استنزاف الموارد المائية الجوفية، في حين تم إغفال تطوير الزراعات الأساسية التي تضمن الأمن الغذائي وفي مقدمتها الحبوب.

ويشير التقرير إلى أن المغرب لا يتوفر حاليا على طلبيات مؤجلة مثل دول أخرى، وهو ما يعكس انتظامه في الاستيراد، لكنه في المقابل يثير تساؤلات حول غياب رؤية واضحة لتأمين حاجياته الغذائية مستقبلا، خصوصا في ظل عدم وجود تعاقدات جديدة للمواسم المقبلة 2025-2026 و2026-2027.

ويرى خبراء أن التحدي الحقيقي لم يعد فقط في تنويع مصادر الاستيراد بين أوروبا وأمريكا وروسيا، بل في مراجعة السياسات الزراعية وإعادة توجيهها نحو دعم الحبوب والزراعات الأساسية، واعتماد نموذج أكثر استدامة يحافظ على المياه الجوفية ويعزز السيادة الغذائية للمغرب.

المقال التالي