آخر الأخبار

وفاة عامل نظافة بطنجة بضربة شمس تفجر نقاشاً حول السلامة المهنية وظروف العمل

أثارت وفاة عامل نظافة بمدينة طنجة موجة واسعة من الحزن والغضب، بعدما فارق الحياة صباح السبت 16 غشت، إثر تعرضه لضربة شمس أثناء عمله بحي مغوغة. العامل كان يشتغل لصالح شركة “أرما” المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمقاطعتي بني مكادة ومغوغة، قبل أن يسقط مغشياً عليه ليُنقل على عجل إلى مستشفى محمد الخامس، غير أن محاولات إنقاذه باءت بالفشل، ليلفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول إلى قسم الطوارئ.

مصادر محلية أوضحت أن العامل انهار فجأة تحت أشعة الشمس الحارقة، في وقت تعرف فيه المدينة موجة حرارة استثنائية. الحادث خلف صدمة قوية لدى سكان الحي وزملائه الذين عبروا عن أسفهم لغياب تدابير وقائية كفيلة بحماية عمال النظافة من مثل هذه المخاطر، خصوصاً وأنهم يعملون في ظروف مناخية قاسية وبأدوات محدودة.

رحيل العامل فتح النقاش مجدداً حول مدى التزام الشركات المفوضة والسلطات المحلية بضمان بيئة عمل صحية وآمنة لهذه الفئة، التي تؤدي مهام أساسية في الحفاظ على نظافة المدن. دعوات كثيرة ارتفعت لمراجعة شروط التعاقد مع شركات التدبير المفوض، وإدراج بنود صارمة تتعلق بتأمين العمال ضد الأخطار المهنية، لاسيما تلك المرتبطة بالحرارة المرتفعة.

ورغم خطورة الحادث، لم تُصدر شركة “أرما” أو الجهات الرسمية أي بلاغ أو توضيح بشأن تفاصيل ما جرى، ما زاد من حالة الترقب في صفوف المجتمع المحلي الذي يطالب بمحاسبة المسؤولين وتقديم توضيحات للرأي العام. هذا الصمت أثار استياءً واسعاً لدى متتبعين اعتبروا أن التعامل مع الحادث بهذا الشكل يقلل من حجم المأساة ويزيد من فقدان الثقة.

في المقابل، يرى مهنيون وحقوقيون أن الواقعة يجب أن تكون جرس إنذار حقيقياً لمراجعة شروط السلامة المهنية، والتفكير في آليات وقاية عملية مثل تعديل ساعات العمل خلال فترات الذروة، وتوفير تجهيزات تقي العمال من ضربات الشمس والجفاف.

وفاة العامل ليست حادثاً معزولاً بقدر ما هي انعكاس لاختلالات مزمنة في منظومة الشغل بهذا القطاع. وبينما يستمر الانتظار لبيان رسمي، تبقى تساؤلات السكان قائمة حول من سيتحمل المسؤولية، وما إذا كانت هذه الحادثة ستدفع نحو تغيير حقيقي يضع صحة الإنسان قبل أي حسابات مادية أو إدارية.

المقال التالي