أكثر من 390 ألف إصابة.. منظمة الصحة العالمية تحذر من كارثة صحية وشيكة

أكدت منظمة الصحة العالمية أن تفشي الكوليرا ما يزال يشهد منحى تصاعدياً مقلقاً، مدفوعاً بالصراعات والفقر، مع تسجيل أكثر من 390 ألف إصابة و4,332 وفاة في 31 دولة منذ بداية السنة. ووفق تصريحاتها الصادرة يوم أمس الجمعة 15 غشت 2025، فإن هذه الأرقام تبقى أقل من الواقع الفعلي، لكنها تعكس ما وصفته بـ”الفشل الجماعي” في مواجهة مرض يمكن الوقاية منه ومعالجته بسهولة.
كاثرين ألبيرتي، المسؤولة التقنية لشؤون الكوليرا في المنظمة، أوضحت في إحاطة إعلامية بمقر الأمم المتحدة في جنيف، أن بؤر القلق الرئيسية تتركز في اليمن وعدد من الدول الإفريقية، حيث تغذي النزاعات المستمرة انتشار العدوى على نطاق واسع.
وأشارت ألبيرتي إلى أن مجموعة التنسيق الدولية لتوزيع اللقاحات تلقت منذ يناير الماضي طلبات من 12 دولة، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الطلبات المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، موضحة أن هذا العام شهد تخصيص أكثر من 40 مليون جرعة، مقارنة بـ35 مليوناً العام السابق.
وأضافت أن ما يزيد على 85 في المائة من هذه الجرعات وُجهت إلى دول تمر بأزمات إنسانية حادة، وكان السودان المستفيد الأكبر، في مؤشر على خطورة الوضع هناك.
وترى المنظمة أن الحد من انتشار الكوليرا يستلزم خطة شاملة تجمع بين توفير مياه شرب آمنة وتحسين الصرف الصحي وضمان العلاج الفوري، إلى جانب توسيع نطاق حملات التلقيح في المناطق الأكثر عرضة للخطر.
كما شددت على أن استمرار غياب استجابة دولية قوية ومنسقة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وارتفاع الخسائر البشرية، رغم أن وسائل السيطرة على المرض متاحة وقادرة على إنقاذ أرواح كثيرة إذا استُخدمت بالشكل المطلوب.
وبينما تتزايد التحذيرات، تؤكد المنظمة أن مواجهة الكوليرا لم تعد قضية صحية محلية، بل تحدٍ عالمي يتطلب إرادة سياسية والتزاماً دولياً عاجلاً قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية شاملة.
تعليقات