ثلاث جرائم مروعة خلال أسبوع واحد… والرابط المشترك: “الأسرة”

في ظرف أيام قليلة، شهدت مناطق بالحاجب وصفرو وتازة ثلاث وقائع مأساوية مرتبطة بالعنف الأسري، خلفت مقتل ثلاثة أطفال وزوج، إضافة إلى إصابات خطيرة.
بجماعة آيت ولال بإقليم الحاجب، أقدمت أم أربعينية على قتل أطفالها الثلاثة، بينهم توأم يبلغان سنة، وطفل في الرابعة توفي بعد نقله في حالة حرجة إلى مستشفى الحسن الثاني بفاس؛ تم توقيف الأم بسرعة ووضعها رهن الاعتقال بسجن تولال 2، فيما مُنح زوجها السراح المؤقت بعد التحقيق معه، وسط ترجيحات بارتباط الجريمة بضغوط نفسية واجتماعية.
وفي مركز جماعة البهاليل بصفرو، عُثر على جثة رجل في الـ48 من عمره مذبوحاً داخل منزله، واعتُقلت زوجته التي كانت في شبه غيبوبة بعد تناولها مادة منومة، حيث تخضع للعلاج في انتظار الاستماع إليها. الزوجان حديثا الاستقرار بالمنطقة وكانا معروفين بسمعة طيبة، والتحقيقات ما تزال جارية لكشف ملابسات الجريمة.
أما في تازة، فقد أقدم رجل ستيني الجمعة الماضية على الاعتداء الجسدي على زوجته وزوجة ابنه بأداة حادة، قبل أن يضع حداً لحياته شنقاً. الضحيتان نُقلتا إلى المستشفى، فيما ترقد زوجة الابن في غيبوبة تحت العناية المركزة.
هذه الأحداث المروعة أعادت تسليط الضوء على خطورة العنف الأسري وتداعياته المأساوية على الأفراد والمجتمع.
ويؤكد مختصون أن العنف الأسري ليس مجرد أحداث فردية معزولة، بل ظاهرة اجتماعية معقدة تتداخل فيها العوامل النفسية والاقتصادية والثقافية؛ وتشير الدراسات إلى أن الضغوط المعيشية، واضطرابات الصحة النفسية، وضعف قنوات التواصل داخل الأسرة، تعد من أبرز مسبباته.
كما يوصي الخبراء بضرورة تبني سياسات وقائية شاملة، تشمل برامج للتوعية والتثقيف، ودعماً نفسياً واجتماعياً للأسر الهشة، إضافة إلى تفعيل آليات الإبلاغ والحماية القانونية، بما يضمن الحد من هذه الظاهرة وحماية الأفراد من تداعياتها المدمرة.
تعليقات