آخر الأخبار

بين “السوق الدائم” و”حق السكينة”: قراءة في واقع شوارع حي السلام بأكادير

يشهد حي السلام بمدينة أكادير، وبشكل خاص شارع “جيت سكن” والشوارع القريبة منه، حركة تجارية نشطة تتسم بوجود عدد كبير من عربات الأكلات السريعة وعربات بيع مختلف المنتوجات؛ هذا النشاط، الذي يبدأ عادة في ساعات المساء، يمتد إلى غاية وقت متأخر من الليل، ما جعل هذه الشوارع محط اهتمام ومتابعة من قبل السكان والسلطات المحلية على حد سواء.

من منظور سكان المنطقة، تحولت الشوارع إلى ما يشبه السوق الدائم، إذ تسبب تكدس العربات في ازدحام مروري كبير، ويصعب على السيارات التنقل بسهولة؛ كما اختفت مواقف السيارات المخصصة للسكان والزوار، وأصبح الإزعاج الصوتي أمرا شائعا، خصوصا مع ارتفاع أعداد الباعة في أوقات الذروة؛ هذا الوضع دفع العديد من السكان إلى التعبير عن استيائهم، معتبرين أن الشوارع فقدت هويتها السكنية وتحولت إلى فضاء تجاري غير منظم يؤثر على حياتهم اليومية وراحتهم.

من جهة أخرى، يرى بعض المتابعين أن هذه الظاهرة تمثل فرصة اقتصادية حقيقية للباعة المتجولين، الذين يعيلون أسرهم من خلال هذه النشاطات؛ ويشير هؤلاء إلى أن توفير فرص عمل بديلة لهم يعد أمرا ضروريا، إذ أن حرمانهم من مصدر رزقهم قد يدفع بالبعض إلى الانخراط في أنشطة غير قانونية أو إلى التشرد؛ كما أن هذه العربات تعكس حيوية تجارية قد تضيف نوعا من النشاط والحركة إلى الحي، ما يجعل المدينة تبدو نابضة بالحياة في ساعات الليل.

المعضلة تكمن إذن في التوازن بين حق السكان في العيش في بيئة هادئة ومنظمة، وبين حاجة الباعة إلى مصدر رزق كريم يبعدهم عن المخاطر الاجتماعية والاقتصادية.

ويرى بعض المراقبين أن الحل يكمن في إيجاد مناطق مخصصة للباعة المتجولين، أو وضع قواعد تنظيمية تحدد أوقات البيع وأماكنه، ما يضمن استفادة الجميع دون إحداث إزعاج للسكان أو تعطيل حركة المرور.

المقال التالي