إعلام إسباني: البحر يبتلع 17 مهاجرا مغربيا في طريقهم إلى سبتة والعدد الحقيقي مجهول

منذ مطلع العام الجاري، سجّلت السلطات وفاة ما لا يقل عن 17 مهاجرا أثناء محاولتهم العبور سباحة من السواحل المغربية نحو مدينة سبتة المحتلة، وفق ما أوردته جريدة “لا راثون” الإسبانية في تقريرها بتاريخ 13 غشت 2025. هذا الرقم، رغم فداحته، لا يعكس الحجم الكامل للمأساة، إذ تؤكد مصادر أمنية أن عددا من الجثث لم يُعثر عليها بعد، مما يرجح أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أكبر بكثير.
وتبدأ هذه الرحلات من موانئ لا تبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن شواطئ سبتة، مسافة قصيرة على الخريطة لكنها تتحول في الواقع إلى اختبار قاسٍ أمام تيارات مائية متقلبة وظروف جوية صعبة. شهادات ناجين تحدثت عن سباحات استمرت حتى عشر ساعات، وسط إنهاك شديد وعطش، وحتى هجمات طيور النورس.
ويستغل المهاجرون فترات الصباح المغطاة بضباب كثيف للتسلل بعيدا عن أعين المراقبة، في حين دفعت الزيادة الأخيرة في الإجراءات الأمنية البرية على الحدود بالكثيرين إلى اختيار المسار البحري، رغم المخاطر المميتة التي ينطوي عليها.
ووفق ما نقلته الصحيفة الإسبانية، فإن المهاجرين البالغين الذين يتم توقيفهم خلال هذه المحاولات يُعادون مباشرة إلى المغرب، بينما يتم إيداع القاصرين في مراكز إيواء داخل سبتة. المقلق، بحسب التقرير ذاته، أن بعض هؤلاء القاصرين لا يتجاوز عمرهم 12 عاما، ما يثير تساؤلات حول استغلال الأطفال في عمليات الهجرة غير النظامية.
هذه الظاهرة، التي تتكرر كل صيف، تعكس معاناة شريحة واسعة من الشباب المغربي اليائس من فرص العيش الكريم، وتسلط الضوء على خطورة المسار البحري الذي يحصد الأرواح في صمت، تاركا وراءه قصصا مأساوية لا تصل كلها إلى وسائل الإعلام.
تعليقات