“عمور” تتصدر واجهة السياحة… وخبير لـ”مغرب تايمز” يوضح أدوار الفاعلين الحقيقيين خلف الكواليس

رغم بروز وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور، في واجهة المشهد الإعلامي بعد حلولها في المركز الخامس ضمن قائمة “فوربس” لأقوى قادة السياحة والسفر لعام 2025، إلا أن هذه المكانة – التي جاءت في الثالث من غشت 2025 – تخفي خلفها جهودًا متكاملة لعدد من المؤسسات والشخصيات المغربية التي ساهمت في تحقيق الأرقام المسجلة. فاستقبال 17.4 مليون سائح وتحقيق إيرادات بمليارات الدولارات لم يكن نتاج جهد فردي، بل ثمرة عمل جماعي شاركت فيه جهات وازنة مثل المكتب الوطني للمطارات، والشركة المغربية للهندسة السياحية، والخطوط الملكية المغربية، والتي لم تحظَ بالقدر نفسه من التغطية أو الاعتراف.
الخطاب الرسمي والإعلامي – الذي يركز على إبراز عمور كصاحبة الفضل الأوحد – يثير تساؤلات حول أسلوب التسويق المعتمد، خصوصًا حين تعرض برامج مثل “Go Siyaha” و”Cap Hospitality” وكأنها إنجازات فردية، رغم أنها مشاريع جماعية تم الشروع فيها قبل تولي الوزيرة منصبها. هذا التركيز المفرط على شخص واحد يخلق صورة غير متوازنة عن إدارة قطاع يعتمد بطبيعته على تنسيق واسع بين عدة أطراف.
كما أن الحضور المكثف للوزيرة في وسائل الإعلام يختزل النقاش حول مستقبل السياحة في المغرب في شخصها، بدل أن يكون حوارًا وطنيًا شاملاً عن الاستراتيجية العامة وأثرها على مختلف الجهات. ويظل هذا النهج الإعلامي بعيدًا عن عكس الواقع الميداني، حيث ما تزال التحديات قائمة في مجالات جودة الخدمات، والعدالة المجالية، واستدامة المشاريع، ما يستدعي إشراك جميع الفاعلين في صياغة وتنفيذ الرؤية السياحية.
وفي تصريح لـ”مغرب تايمز”، أوضح الخبير في المجال السياحي، الزوبير بوحوت، أن منح المرتبة الخامسة لعمور يعد أمرًا موضوعيًا وعقلانيًا بالنظر إلى النتائج التي حققتها السياحة المغربية بعد جائحة كوفيد-19، مشيرًا إلى أن الأرقام المسجلة تعكس قفزة واضحة، رغم أن القطاع لم يصل بعد إلى المؤشرات الكبرى الحقيقية. وأكد أن العمل بروح الفريق كان أساسيًا، خصوصًا في ما يتعلق بالنقل الجوي، حيث أخذت هذه الجوانب بعين الاعتبار في تحقيق النتائج.
وأضاف بوحوت أن الأداء الحالي للقطاع رغم استمرار النقاش حول العملة الصعبة يعد نتيجة طبيعية لتكامل أدوار مختلف المتدخلين، وفي مقدمتهم الشركة المغربية للهندسة السياحية والمكتب الوطني للمطارات. كما اعتبر أن المرتبة الخامسة مستحقة بالنظر إلى موقع المغرب ومنافسته لوجهات كبرى مثل الإمارات والسعودية ومصر، مشددًا على أن هذا النجاح لا يمكن اختزاله في شخص واحد، بل هو حصيلة جهد منظومة كاملة.
يبقى نجاح السياحة المغربية مرهونًا بقدرة الفاعلين على مواصلة العمل بروح الفريق، وتوزيع الاعتراف بالإنجازات على جميع المساهمين، بعيدًا عن الصورة الفردية التي قد تفرغ هذا النجاح من بعده التشاركي، حتى يظل التطوير مستدامًا وتعم فوائده مختلف جهات المملكة.
-بقلم يوسف المالكي
تعليقات