آخر الأخبار

“جون أفريك” تكشف كواليس خطة أخنوش للظفر بـ “ولاية حكومية ثانية” في انتخابات 2026

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقررة سنة 2026، تستعد الساحة السياسية المغربية لمعركة توصف بأنها من بين الأشد في السنوات الأخيرة، يقودها رئيس الحكومة عزيز أخنوش وحزبه التجمع الوطني للأحرار. ففي تقرير نشرته مجلة جون أفريك الفرنسية، اليوم 10 غشت 2025، كُشف عن ملامح خطة انتخابية دقيقة تهدف إلى تأمين ولاية حكومية ثانية، وربطها بمرحلة تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، الذي يشكل رهانًا سياسيًا واقتصاديًا بارزًا.

التقرير أبرز أن التحضيرات لهذه المعركة بدأت منذ أشهر، بعيدًا عن الأضواء، من خلال إعادة ترتيب الصفوف داخل الأغلبية وبناء آلة انتخابية أكثر إحكامًا. ويركز هذا المخطط على شبكة من الأعيان المحليين، وقيادات حزبية ذات خبرة، ورجال أعمال مؤثرين، ووجوه شابة، يجمعها الولاء الشخصي لرئيس الحزب وقدرتها على تعبئة القواعد الانتخابية.

وأشارت المجلة إلى أن أخنوش، منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2021، اختار الابتعاد عن التفاصيل اليومية لتدبير الحزب، مانحًا صلاحيات واسعة لمقربين موثوقين، مع الإشراف المباشر على الاستراتيجية الكبرى. ورغم أن هذا الأسلوب يُفسَّر من قبل البعض كبرود سياسي، إلا أن التقرير اعتبره نهجًا محسوبًا لإدارة المعركة من موقع محصن، مع مراقبة دقيقة لتطوراتها.

وشهدت الدائرة المقربة من رئيس الحكومة تغييرات لافتة، أبرزها مغادرة وفاء جمالي في أكتوبر 2024 لرئاسة وكالة وطنية للدعم الاجتماعي، ورحيل خالد بزيد سنة 2023 بعد إدارة مجموعة إعلامية تابعة لأخنوش. وحل محلهم مقربون أوفى، مثل إشراق مبسوط التي رافقته منذ وزارة الفلاحة، وتولت لاحقًا أدوارًا قيادية في مؤسساته الإعلامية.

كما رسم التقرير خريطة تفصيلية لقيادات الحزب، من بينهم محمد أوجار، ممسك بخيوط التأثير في الشرق، وراشيد الطالبي العلمي في الشمال، ومحمد بوسعيد في الدار البيضاء-سطات، إضافة إلى رجال أعمال مثل محمد سعد برادة ومحمد قباج. وفي سوس، يبرز عبد الله غازي وكريم أشنكلي كحلفاء استراتيجيين، بينما تتولى إشراق مبسوط وياسين أوكاشا إدارة الاتصال والتأثير الإعلامي، مدعومين بوجوه شابة مثل مصطفى بايتاس، ولحسن السعدي، وياسمين لمغور.

ولم تغفل المجلة الإشارة إلى مؤشرات التوتر مع حزب الأصالة والمعاصرة، حليف اليوم وخصم الغد المحتمل، في ظل انتقادات متبادلة قد تعيد رسم خريطة التحالفات بعد 2026. ووفق التقرير، يعوّل أخنوش على مزيج من الولاء الشخصي، والنفوذ المحلي، والعمل الاستراتيجي خلف الكواليس، لتحويل هذه التركيبة إلى فوز انتخابي يمنحه فرصة قيادة الحكومة لولاية ثانية، في ظرفية تاريخية يراهن فيها المغرب على نجاح استضافة كأس العالم.

المقال التالي