صحيفة “ميلانو كورييري”: أطفال من بني ملال يُستغلّون في البغاء وترويج المخدرات بإيطاليا

في تقرير صادم نشرته صحيفة “ميلانو كورييري” الإيطالية الأمس، كُشف عن تفاصيل عملية استغلال ممنهجة لأطفال مغاربة، يجري تهريبهم من مدينة بني ملال نحو غابة “جروين”، الواقعة شمال إيطاليا، واستعمالهم في أنشطة إجرامية تتعلق بترويج المخدرات.
التقرير أشار إلى أن هذه الشبكة الإجرامية تعتمد على استدراج شباب قادمين من أحياء فقيرة، وتغريهم بإيواء، طعام، ملابس وأسلحة، ليجدوا أنفسهم تحت قبضة عصابات تفرض عليهم حظر تجول صارم، وتجبرهم على العمل تحت التهديد والتعذيب، في حال فشلوا في تحقيق أهداف البيع اليومية.
وتُستخدم غابة “جروين”، الممتدة على مساحة تقارب 8 آلاف هكتار، كنقطة تمركز لأنشطة هذه العصابات، التي لا تكتفي بترويج المخدرات، بل توسّعت في استغلال ضحاياها لتشمل أيضاً النساء اللواتي يُجبرن على البغاء، والرجال الذين يُدفعون للتسوّل، في مشهد يشبه سوقاً مفتوحاً للاتجار بالبشر على الطريقة الحديثة.
وذكر التقرير أن هؤلاء الأطفال يخضعون لرقابة لصيقة على مدار الساعة، ويمنعون من الظهور في الأماكن العامة، حيث يعيشون في أماكن معزولة مثل بيوت المزارع القديمة، ويتم تنقيلهم عبر الغابة وفق خطة محكمة، بهدف ضمان استمرارية التوزيع وتفادي الملاحقة الأمنية.
وتُعد الغابة التي تمتد عبر ثلاث مقاطعات إيطالية (ميلانو، مونزا وبريانزا، وكومو بدرجة أقل)، أحد أبرز معاقل هذه التجارة، خاصة بفضل ما وصفه المحققون بـ”جودة” المخدرات القادمة من المغرب، في حين تلعب إسبانيا دور محطة عبور أساسية في هذه السلسلة.
بحسب المحققين، تعتمد الشبكة على أساليب خفية لإخفاء أنشطتها، مستغلة هشاشة القاصرين الذين يُزجّ بهم في بيئة عدائية قاسية، حيث يتحولون إلى أدوات صامتة ضمن منظومة إجرامية عابرة للحدود، تجمع بين الاتجار بالبشر والمخدرات، في واحدة من أكثر الظواهر المقلقة التي تشهدها أوروبا حالياً.
تعليقات