توزيع معدات لدعم مشاريع مدرة للدخل لفائدة سجناء سابقين

في مبادرة إنسانية ترسّخ مبادئ الإدماج الاجتماعي، شهد مركز المصاحبة وإعادة الإدماج بالدار البيضاء، عشية الخميس 7 غشت 2025، توزيع تجهيزات ومعدات مهنية على 27 مستفيداً من السجناء السابقين، في إطار دعم مشاريع مدرّة للدخل تهدف إلى إعادة إدماجهم في الحياة الاقتصادية.
هذه المبادرة تأتي نتيجة شراكة بين مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتسعى إلى محاربة الهشاشة الاجتماعية وتقليص نسب العود إلى الجريمة، عبر تمكين المستفيدين من إطلاق أنشطة اقتصادية صغيرة تتوافق مع مهاراتهم وتكويناتهم داخل المؤسسات السجنية.
وبحسب ما أكده عبد الواحد جمالي الإدريسي، المنسق العام للمؤسسة، فإن هذا الدعم ليس فقط خطوة رمزية، بل هو جزء من رؤية شاملة تراهن على تحويل العقوبة السالبة للحرية إلى فرصة لاكتساب الكفاءات والانخراط مجدداً في المجتمع، مشيراً إلى أن هذه العملية تجسّد بُعداً من أبعاد الرعاية الملكية التي يوليها صاحب الجلالة لهؤلاء المواطنين.
المشاريع المدعومة شملت مجالات المطعمة، الحرف والخدمات، وقد خضعت لعملية تأهيل دقيقة بناءً على حاجيات سوق الشغل ومؤهلات كل مستفيد، مع توفير المواكبة الإدارية والاجتماعية اللازمة من خلال مراكز المصاحبة، وبمشاركة فعالة من السلطات المحلية ومهنيي التكوين والتأهيل.
المستفيدون عبّروا من جهتهم عن امتنانهم لهذه المبادرة، مؤكدين أن التكوينات المهنية التي تلقوها داخل السجون، إلى جانب الدعم المقدم اليوم، منحهم أملاً جديداً في بناء مستقبل كريم بعيد عن الانحراف، خاصة في ظل تنامي ورشات التكوين التي شملت مهارات شخصية ومهنية، مثل الرقمنة، إدارة المشاريع، والسلامة الصحية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار برنامج متكامل يرتكز على التمكين الاقتصادي والصحي والتعليمي، إلى جانب دعم الأسر والتتبع الفردي للمستفيدين، مما يجعل من كل مشروع مصغّر بداية لمسار استقرار اجتماعي حقيقي، تساهم فيه الدولة والمجتمع معا، في أفق بناء نموذج جديد للعدالة الإصلاحية والتنمية المستدامة.
تعليقات