آخر الأخبار

تصاعد الخطاب المعادي للإسلام في إسبانيا: حظر الاحتفالات الدينية يهدد التعايش الاجتماعي

شهدت منطقة مورسيا الإسبانية تصاعدًا في الخطاب المعادي للإسلام، تجسد مؤخرًا في قرار بلدي بمجلس بلدية خوميّا يقضي بحظر الاحتفالات الإسلامية في المنشآت الرياضية العامة، بحجة حماية “عادات الشعب الإسباني” من الممارسات الثقافية الأجنبية.

جاء هذا القرار بعد تعديل نص مقترح من حزب اليمين المتطرف “فوكس” من قبل حزب الشعب، ليتم تبريره بالدفاع عن “الهوية والقيم الدينية التقليدية” في إسبانيا، مع تحديد استخدام المنشآت الرياضية فقط للأغراض الرياضية.

وأثار هذا الإجراء غضب المجتمع المسلم في إسبانيا، حيث اعتبره قادة دينيون مثل رئيس الاتحاد الإسباني للكيانات الإسلامية تمييزًا واضحًا يحد من ممارسة المسلمين لاحتفالاتهم الدينية التي تجمع أعدادًا كبيرة سنويًا، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.

ويرى خبراء قانونيون أن القرار قد يمثل تمييزًا غير مباشر، إذ يؤثر بشكل خاص على أقلية دينية معينة، وهو ما قد يتعارض مع مبادئ الدستور الإسباني حول المساواة وحرية العبادة.

وفي المدن الكبرى مثل مدريد، كشفت صحيفة “el pais” الاسبانية، ان المجتمعات الإسلامية تجد صعوبات متزايدة في الحصول على تراخيص لإقامة احتفالاتها الدينية في الأماكن العامة، حيث تتهم البلديات بالتعنت والمماطلة، فيما تبقى هذه المناسبات رسمية وعطلات محلية في مدينتي سبتة ومليلية ذات الأغلبية المسلمة.

ويُعزى تصاعد مثل هذه الإجراءات إلى موجة من التوترات والاضطرابات ذات الطابع اليميني المتطرف التي شهدتها اسبانيا مؤخرًا.

من جانبهم، يرى محللون وخبراء -حسب الصحيفة ذاتها- أن ما يحدث هو جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تضييق الخناق على الجاليات المسلمة، حيث تستخدم أحزاب اليمين المتطرف هذه القضايا لنشر خطاب الكراهية والتحريض، مستغلين الشعور القومي وحماية “التقاليد”. ويحذر المختصون من أن هذه النزاعات ستتصاعد إذا لم تتبنى السلطات قيم التعايش والاندماج الحقيقية، مما يهدد السلم الاجتماعي في إسبانيا.

المقال التالي