أخنوش في شواطئ سردينيا.. والمغاربة يتساءلون: أين دعم السياحة الداخلية؟

أثار ظهور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، في مقطع فيديو يُظهره وهو يقضي عطلته الصيفية في أحد شواطئ جزيرة سردينيا الإيطالية، موجة واسعة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تعاني فيه السياحة المغربية من ركود ملحوظ بفعل تداعيات السياسات الحكومية.
واعتبر عدد من النشطاء والمراقبين أن هذه الخطوة تعكس “انفصاماً” بين الخطاب الرسمي الذي يدعو إلى دعم المنتوج الوطني، وبين ممارسات بعض المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، الذي اختار قضاء عطلته خارج البلاد، بدلاً من الترويج للسياحة الداخلية التي تعرف أزمة غير مسبوقة.
وفي وقت تراهن فيه العديد من الدول على مسؤوليها كواجهة ترويجية لجذب السياح، وجد المغاربة أنفسهم أمام صورة لرئيس حكومتهم على شاطئ أجنبي، في مشهد اعتُبر مستفزاً لمشاعر شريحة واسعة من المواطنين، خاصة في ظل معاناة قطاع السياحة من ضعف الإقبال، وارتفاع الأسعار، وتراجع جاذبية الوجهات السياحية المحلية.
ويرى متابعون أن هذا السلوك لا يخدم الجهود المبذولة من أجل إنعاش السياحة الداخلية، التي تضررت بشكل كبير من تداعيات الجائحة، وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، إلى جانب قلة الدعم الموجه للمهنيين والمستثمرين الصغار في القطاع.
من جهة أخرى، أعاد هذا الجدل النقاش حول أولوية المسؤولين في تمثيل صورة الوطن داخل وخارجه، ومدى التزامهم الأخلاقي بتعزيز ثقة المواطنين في السياسات العمومية التي يدعون إلى الالتفاف حولها، في وقت يشعر فيه العديد من المواطنين بالتهميش والضغط الاقتصادي والاجتماعي.
ويبدو أن شريط الفيديو القصير كان كفيلاً بتكثيف موجة الغضب الشعبي، خاصة وأنه تزامن مع تقارير تشير إلى عزوف شريحة كبيرة من المغاربة عن السفر خلال موسم الصيف، نتيجة الغلاء وغياب عروض تنافسية داخل البلاد.
ويبقى السؤال المطروح: كيف يمكن للمواطن أن يثق في دعوات تشجيع السياحة الداخلية، إذا كان كبار المسؤولين أنفسهم لا يعيرونها اهتماماً؟
تعليقات