هناوي لمغرب تايمز: لا أهدد الدولة بل أنصحها وانا مع الملكية.. والتطبيع هو الخطر الحقيقي

أثارت تدوينة الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عزيز هناوي، التي دعا فيها الدولة إلى التراجع عن مسار التطبيع و”إعلان التوبة وطلب الصفح من الشعب”، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها عدد من المعلقين تهديداً مباشراً للدولة.
وفي هذا السياق، تواصل موقع “مغرب تايمز” مع عزيز هناوي للاستفسار عن فحوى تدوينته وتوضيح موقفه من الاتهامات الموجهة إليه.
وفي رده على الضجة التي أثيرت، قال هناوي: “هذه جوقة إعلامية، وليست المرة الأولى التي تُشن فيها حملة شيطنة وتحريف للكلام وابتزاز، وادعاء تمثيل الدولة من طرف هؤلاء المطبعين المنتحلين لصفة النيابة العامة. إنهم يعانون من وجع تطبيعهم مع العدو القاتل، الجزار الدموي، الذي يهدد ليس فقط فلسطين، بل أيضاً أمن واستقرار شعوب ودول المنطقة”.
وأضاف: “نحن نقول كلاماً مسؤولاً ومنضبطاً. وليس من جديد القول إن التطبيع واستمراره — وهو بالمناسبة قرار لا ديمقراطي — يشكل تهديداً للدولة. وهنا أود التذكير بأننا عندما نطالب بإسقاط التطبيع، نستحضر أن المغرب سبق له أن أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط سنة 2000، رداً على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في تلك الفترة، وهي جرائم لا تُقارن بما يجري منذ 2023 في غزة، حيث بلغ القتل والتجويع مستويات مروعة تفوق بكثير ما وقع في بداية الألفينات”.
وتابع هناوي: “أنا لا أهدد الدولة، بل على العكس، أنا مع الملكية، وقد دافعنا عنها سابقاً. كما دافعنا عن رسول الله حين تم وصفه بالصهيوني لتبرير التطبيع، وأصدرنا بلاغاً ورفعنا دعوى قضائية لا تزال مجمدة إلى اليوم”.
وأضاف قائلاً: “دعني أطرح سؤالاً بسيطاً: هل من ينصح الدولة يُعد مهدداً لها؟ هل من يغض الطرف عن اختراق الدولة وصهينة عدد من قطاعاتها، ويربط الدولة قسراً بعجلة الصهيونية، هو من يحب الدولة؟ أم أن من يقول إن التطبيع يهدد استقرارها هو من يحبها؟ نحن لا نقبل أن يُربط اسم المملكة المغربية بكيان وعصابة قاتلة، ترتكب جرائم يومية، تقتل الأبرياء على منصات المساعدات الإنسانية وتقصف المستشفيات”.
وحين سُئل عن مقصده من عبارة “وقد يدفع بالبلاد إلى ما لا تُحمد عقباه” التي وردت في تدوينته، وإن لم تكن بمثابة تهديد، أجاب هناوي: “هذا ليس تهديداً للدولة، بل نصيحة لها. المقصود هو أن الاستمرار في التطبيع هو ما يُعرضها للخطر، وأنا هنا أدافع عن الوطن أولاً، قبل فلسطين”.
وأوضح أن “التطبيع يُحدث شرخاً بين الدولة وشعبها، ويدمر العملية السياسية، بحيث يصبح من الضروري أن تكون مطبعاً كي يُسمح لك بتقلد منصب انتخابي، وإلا ستصطدم بقرار الدولة. بمعنى أن التطبيع بات شرطاً لتكون مسؤولاً منتخباً، كما حدث في انتخابات 2021، حيث لم يعد ممكناً لأي حزب أن يتحمل مسؤولية في الدولة إن لم يكن مطبعاً، حتى لو صوّت عليه الشعب. التطبيع يُسمم العملية السياسية في بلادنا”.
وبخصوص فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي لمظاهرة مناهضة للتطبيع في طنجة، ظهر فيه أحد المشاركين يدعو إلى “إسقاط المخزن”، قال هناوي: “ذلك الشخص لا يمثلني، ولا أعرفه، وليست لي أي علاقة به، ولا أتفق مع ما قاله”.
تعليقات