الغلوسي: الفساد ينهش المغرب … و50 مليار درهم تهدر سنويا

كشف محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، في تدوينة على صفحته الشخصية بـ”فايسبوك”، عن معطيات مثيرة بشأن كلفة الفساد بالمغرب، والتي تصل إلى 50 مليار درهم سنوياً، معتبراً أن هذا النزيف يحرم المواطنين من مستشفيات ومدارس وطرق وبنية تحتية أساسية.

وجاءت تصريحات الغلوسي في سياق التفاعل مع قضية إيقاف باشا قائد الملحقة الإدارية الإنارة بمراكش وعون سلطة، للاشتباه في تورطهما في تلقي رشوة بقيمة 3000 درهم مقابل تمكين أحد المواطنين من وثيقة إدارية ،حيث أوقفت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمراكش المشتبه فيهما، بناءً على تعليمات النيابة العامة بعد اتصال المشتكي بالخط المباشر للتبليغ عن الرشوة.

وتمت إحالة الباشا على قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمراكش في إطار مسطرة الامتياز القضائي، بينما قُدم عون السلطة أمام وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، الذي قرر متابعته في حالة اعتقال وإيداعه سجن الأوداية في انتظار محاكمته.

ودعا الغلوسي المواطنين إلى التبليغ عن الفساد والرشوة، مؤكداً أن الصمت والتطبيع مع هذه الظواهر يهدد المجتمع والدولة معاً. وقال: “علينا أن نخرج من دائرة الخوف ونساهم في تطوير المرفق العمومي، لأن تكلفة الفساد يتحملها المجتمع من قوته ومستقبله”.

وأشار الغلوسي إلى معاناة سكان مناطق عدة، مثل أيت بوكماز وبني ملال وتارودانت وفجيج وكرسيف وأزيلال وغيرها، الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مؤكداً أن هذه الأوضاع نتيجة مباشرة لنهب المال العام واستغلال بعض المسؤولين لمناصبهم ،داعيا السلطة القضائية والأجهزة الرقابية إلى اتخاذ إجراءات حازمة لمحاكمة المتورطين ومصادرة أموالهم لإعادة الثقة للمغاربة في الدولة ومؤسساتها.