البوليساريو تعلن الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب تحت رعاية الأمم المتحدة

في تطور جديد، أعلنت جبهة البوليساريو استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب تحت إشراف الأمم المتحدة، وذلك خلال كلمة لرئيس وزرائها، بشرايا حمودي بيون، أمس الأحد، بولاية بومرداس الجزائرية، حيث تُقام فعاليات صيفية سنوية للجبهة.

وأكد بيون أن المفاوضات يجب أن تكون “جادة وذات مصداقية”، دون شروط مسبقة أو إملاءات، بهدف الوصول إلى حل عادل وتوافقي يحترم الشرعية الدولية. كما شدد على أن أي حل يجب أن يضمن السلام والاندماج لجميع شعوب المنطقة، في إطار من “الحق والعدالة والتكامل المغاربي”.

هذا الإعلان يأتي في سياق الجهود الأممية المستمرة لإيجاد حل سياسي للنزاع، خاصة بعد تعثر المسار التفاوضي في السنوات الأخيرة. وتظهر تصريحات بيون انفتاحاً ظاهرياً من جانب البوليساريو، لكنها تترك التساؤلات قائمة حول مدى مرونة الطرفين في المفاوضات المحتملة.

يُذكر أن الموقف المغربي يظل متمسكاً بمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد للنزاع، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير. الفجوة بين الرؤيتين لا تزال واسعة، مما يضع الأمم المتحدة أمام تحدٍ كبير في حالة انطلاق مفاوضات جديدة.

المشهد الإقليمي الحالي، بما فيه من تحولات جيوسياسية وتوترات بين الجزائر والمغرب، يزيد من تعقيد أي مسار تفاوضي. السؤال الآن هو هل ستحظى هذه الدعوة بترحيب من الرباط، أم أنها ستُعتبر مجرد خطاب دعائي في غياب نوايا حقيقية للتنازل؟

تبقى الإشارة إلى أن هذا التصريح قد يمهد لتحركات دبلوماسية جديدة، خاصة مع اقتراب موعد الجولة المقبلة لمجلس الأمن حول الصحراء. لكن نجاح أي مفاوضات مرهون بمدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات عملية، وليس مجرد خطابات إعلامية.