وهبي الغائب الدائم.. مشاريع تنموية ضخمة تُطلق بتارودانت دون حضور رئيس الجماعة

تم، يوم الاثنين، بإقليم تارودانت، تدشين وإطلاق سلسلة من المشاريع التنموية في إطار الاحتفالات الرسمية بالذكرى السادسة والعشرين لاعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة.
وقد أشرف عامل الإقليم، مبروك تابت، إلى جانب عدد من المسؤولين والمنتخبين من بينهم النائب الأول لرئيس جماعة تارودانت، على إعطاء الانطلاقة لهذه المشاريع التي تستهدف تحسين البنية التحتية والخدمات الاجتماعية، خاصة في المناطق القروية والأقل تجهيزا.
من بين المشاريع التي تم إطلاقها، مشروع تهيئة وتوسيع مقر عمالة إقليم تارودانت، في شطره الأول، بكلفة إجمالية بلغت 8.2 مليون درهم، بتمويل مباشر من العمالة. كما تم الكشف عن برنامج تنموي مهم برسم السنة المالية 2025، ضمن برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بميزانية تصل إلى 37 مليون و116 ألف درهم، ويهدف إلى تقليص الفوارق المجالية داخل الإقليم.
يشمل هذا البرنامج إنجاز 91 مشروعا موزعة على جماعات الإقليم، منها 11 مشروعا لتهيئة الطرق والمسالك بكلفة تقارب 5 ملايين درهم، و78 مشروعا لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب بغلاف مالي يتجاوز 31 مليون درهم. كما يتضمن تجهيز 12 مؤسسة تعليمية في العالم القروي، و31 مؤسسة للرعاية الاجتماعية بالطاقة المتجددة. وتفيد المعطيات بأن هذه المشاريع ستستفيد منها ساكنة تزيد عن 85 ألف شخص موزعين على خمسة أقطاب: سيدي موسى الحمري، تارودانت، أولاد برحيل، تالوين، وأولاد تايمة.
في الجانب البيئي، تم إعطاء انطلاقة مشروع التطهير السائل لمدينة تارودانت، الذي تشرف على تنفيذه الشركة الجهوية متعددة الخدمات سوس ماسة، بتمويل يصل إلى 305 ملايين درهم. ويعد هذا المشروع من أكبر الاستثمارات التي تستهدف البنية التحتية البيئية داخل المدار الحضري.
كما تم إطلاق مشروع بناء المركز الجامعي للتكوين في كرة القدم بمدينة تارودانت، بتمويل مشترك بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية، بغلاف مالي يبلغ 120 مليون درهم. يمتد هذا المشروع على مساحة 9 هكتارات، منها أزيد من 10 آلاف متر مربع مساحة مغطاة، ويضم عدة أجنحة: صحي، تعليمي، رياضي، سكني، إداري، وملاعب تدريبية ورسمية، بطاقة استيعابية تقدر بـ 142 طالبا.
وشهد إقليم تارودانت كذلك إطلاق مشاريع خاصة بإحداث وتأهيل وتجهيز ملاعب رياضية لفائدة المؤسسات التعليمية ومراكز الرعاية الاجتماعية برسم سنة 2025، بميزانية تقدر بـ 9 ملايين و50 ألف درهم، منها 8 ملايين و60 ألف درهم مساهمة من المبادرة الوطنية، و990 ألف درهم من شركاء آخرين؛ ومن المنتظر أن يستفيد من هذه المشاريع 30 مؤسسة تعليمية ومؤسستان للرعاية الاجتماعية.
كما تم الشروع في استكمال وتجهيز القاعة المغطاة بمدينة تارودانت، بمساهمة من جماعة تارودانت بمبلغ 10.49 ملايين درهم، والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمبلغ 4.6 ملايين درهم.
إلى جانب ذلك، أُعطيت انطلاقة مشروع تهيئة 48 ملعبا للقرب موزعة على جماعات الإقليم، بغلاف مالي يصل إلى 48 مليون درهم، بتمويل من وزارة التربية الوطنية، وتشمل ملاعب متعددة الاستعمالات لممارسة أنشطة كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة.
ورغم هذا الزخم التنموي والمشاريع الكبرى التي أطلقت بمدينة تارودانت، فقد غاب رئيس المجلس الجماعي عبد اللطيف وهبي عن هذا الحدث، واكتفى بإرسال نائبه الأول لتمثيله في هذه المناسبة الرسمية، كما هو الحال منذ توليه منصب رئيس جماعة تارودانت؛ ومنذ انتخابه، لم يسبق لوهبي أن حضر إلى المدينة لأداء مهامه الجماعية إلا مرتين فقط، ما جعله محل انتقاد واسع وسط ساكنة المدينة، التي باتت تتساءل إن كان الرئيس يترأس الجماعة عن بُعد أو بالوكالة.
هذا الغياب المتكرر لعبد اللطيف وهبي ساهم في دخول المجلس الجماعي في حالة من الارتباك، وظهر ذلك جليا من خلال عدد من الاختلالات في التدبير، أبرزها ما تم تداوله مؤخرا بخصوص ملف العمال العرضيين، حيث كشفت مصادر مطلعة عن وجود مئات الأسماء المسجلة في لوائح العمال دون أن تؤدي أي مهمة فعلية، رغم استمرارها في تلقي أجور شهرية. وهو ما يثير تساؤلات حول مدى مراقبة النفقات العمومية وشفافية التدبير داخل المجلس.
تأتي هذه المشاريع التنموية المهمة في وقت تحتاج فيه المدينة إلى حضور سياسي فعلي يعزز جهود التنمية ويواكب تنفيذ البرامج على أرض الواقع، في ظل طموحات الساكنة لتحقيق تحول ملموس في مستوى الخدمات والبنية التحتية.
تعليقات