تكليف لفتيت بانتخابات 2026… شهادة رسمية على فشل أخنوش وتآكل الثقة السياسية

جاء خطاب العرش لسنة 2025 ليحمل قرارا حاسما بتكليف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت بالإشراف المباشر على انتخابات 2026، في خطوة قرأها متتبعون باعتبارها إعلاناً واضحاً عن عجز رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، عن إدارة الملفات الكبرى، وفي مقدمتها الفلاحة والاقتصاد.
هذا القرار لم يكن معزولاً، إذ سبقه سحب ملف إعادة بناء قطيع الماشية من وزارة الفلاحة التي يقودها أخنوش، وإسناده إلى وزارة الداخلية بعد أزمة غير مسبوقة انتهت بإلغاء شعيرة الأضحية ،خطوة وُصفت بأنها دليل على فشل الحكومة في التدبير، حتى في القطاعات التي تُعدّ صلب اختصاصاتها.
وفي الوقت ذاته، يعيش المواطن المغربي تحت ضغط ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، فيما ظلّ وعد الحكومة بإحداث “مليون منصب شغل” حبيس الشعارات ،هذه الإخفاقات دفعت شريحة واسعة من المغاربة إلى فقدان الثقة في الحكومة وفي جدوى العمل السياسي الحزبي، معتبرين أن الدولة باتت تتجه نحو الاعتماد على كفاءة المؤسسات السيادية لتجاوز عجز الأحزاب.
هذا ،فان تكليف الداخلية بالإشراف على الانتخابات المقبلة ليس فقط إجراءً تنظيمياً، بل رسالة سياسية قوية مفادها أن المرحلة المقبلة لن تحتمل المزيد من العبث السياسي، وأن ثقة المواطنين لا تُستعاد إلا بنتائج ملموسة تُنهي زمن الوعود الفارغة.
تعليقات