الباعة، الكلاب، والتلوث… تحديات صيفية تؤرق زوار شواطئ أكادير

مع حلول فصل الصيف وارتفاع أعداد الزوار والمصطافين، تصبح المدن الساحلية، وفي مقدمتها أكادير، في حاجة إلى يقظة مضاعفة واستعداد استثنائي لضمان سلامة المواطنين وتوفير بيئة آمنة ومريحة تليق بمكانتها كوجهة سياحية وطنية ودولية. غير أن الواقع اليومي لشواطئ المدينة يُظهر عكس ذلك، حيث تتوالى الشكايات من مرتادي الشاطئ بشأن وضعية وُصفت بـ”الكارثية”، نتيجة غياب المراقبة، وترك الفوضى تستفحل أمام أعين الجميع.
حسب تصريحات عدد من المصطافين والمهتمين بالشأن المحلي، فإن نشاط كراء المظلات والكراسي “الباراصول” يتم بطريقة عشوائية وغير قانونية، من طرف أشخاص يفرضون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من الشاطئ دون توفرهم على تراخيص، ويُجبرون الزوار على الأداء مقابل استعمال فضاءات عامة، في غياب تدخل حقيقي وصارم من السلطات.
كما أكد متابعون أن عدداً من المرائب المجاورة للشاطئ، والتي كانت مجانية، تحولت فجأة إلى مرائب مدفوعة يستغلها أشخاص بشكل غير قانوني، مستفيدين من غياب الرقابة التنظيمية، ما يُحول تجربة الاصطياف إلى عبء مالي إضافي على الأسر والزوار.
من جانب آخر، يشكو المصطافون من الانتشار الكثيف والعشوائي للباعة المتجولين على الرمال، حيث يُزاحمون العائلات ويعرقلون الاستجمام، دون وجود مساحات مخصصة أو تنظيم واضح يضمن التوازن بين الأنشطة الاقتصادية وراحة المصطافين.
الأمر لم يتوقف عند حدود التنظيم، بل وصل إلى ما وصفه مهتمون بيئيون بـ”الكارثة الصامتة”، حيث أشاروا إلى أن بعض الفنادق والمؤسسات الصناعية تقوم برمي النفايات والزيوت والمياه الملوثة مباشرة في مياه البحر، ما يُهدد سلامة المصطافين والثروة البحرية، ويُشكل تهديداً بيئياً خطيراً لا يبدو أن له من يردعه.
ويزداد الوضع تأزماً بسبب انتشار الكلاب الضالة على الشاطئ، وهو ما أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للأطفال والعائلات، في ظل غياب حملات الإيواء أو التعقيم التي من المفترض أن تتكفل بها المصالح المختصة.
في السياق نفسه، حذر عدد من المهتمين من خطورة أنشطة “البيدالو” التي تُمارس دون ترخيص، ما تسبب في إصابة طفلين خلال الأيام الماضية، وسط غياب التأمين الإجباري وغياب شروط السلامة المعمول بها في مثل هذه الأنشطة.
كما أبدى آخرون استياءهم من الفوضى التي ترافق أنشطة “الجيت سكي”، التي لا تلتزم بممرات الخروج والدخول المحددة من طرف وزارة التجهيز، ما يُعرض حياة المصطافين لخطر حقيقي بسبب التداخل العشوائي بين مسارات السباحة ومجال استعمال الدراجات المائية.
أمام هذه التجاوزات والمخاطر، يطالب المصطافون والمهتمون بالشأن المحلي الجهات المعنية بالتدخل الفوري والعاجل من أجل وضع حد لهذه الفوضى، وتطبيق القانون بحزم، واتخاذ إجراءات ملموسة لحماية الأرواح وتحسين صورة المدينة، التي تواجه موسماً سياحياً في غاية الحساسية وسط منافسة قوية من وجهات أخرى أكثر تنظيماً وجاذبية.
تعليقات