البيت الأبيض يفرض رسومًا جديدة على واردات من 70 دولة

أعلن البيت الأبيض رسمياً السبت، عن حزمة رسوم جمركية جديدة تتراوح بين 10% و41% على واردات أميركية من 70 دولة، ما تسبب في موجة من الذعر في الأسواق العالمية. وجاء الإعلان بعد تأخير دام أسبوعاً كاملاً، حيث كان من المقرر تطبيق هذه الإجراءات بداية الشهر الجاري.

سجلت البورصات العالمية انخفاضات حادة بعد الإعلان، حيث خسرت باريس 2.91% من قيمتها، بينما تراجع مؤشر ناسداك 1.76%. ويعزو المحللون هذا التدهور إلى مخاوف من تأثير هذه القرارات على الاقتصاد العالمي، خاصة مع ظهور مؤشرات تباطؤ في سوق العمل الأميركي حيث ارتفعت نسبة البطالة إلى 4.2%.

أثارت القرارات ردود فعل متباينة بين الدول المتضررة. بينما رحبت بعض الدول الآسيوية مثل تايلاند وكمبوديا بالرسوم المخفضة مقارنة بما كان متوقعاً، عبرت سويسرا عن “أسفها الشديد” لفرض رسوم بنسبة 39% على صادراتها من الأدوية والساعات. وفي المقابل، تواصل جنوب أفريقيا مفاوضات مكثفة لتجنب خسارة 100 ألف وظيفة بسبب الرسوم الجمركية البالغة 30%.

كشفت الوثائق الرسمية عن تفاصيل مثيرة للجدل، حيث فرضت واشنطن رسوماً بنسبة 50% على البرازيل، و35% على كندا، في خطوة يرى مراقبون أنها تحمل أبعاداً سياسية. كما حصل الاتحاد الأوروبي على إعفاءات جزئية، بينما تواجه صناعاته الرئيسية مثل الجعة الألمانية والنبيذ الفرنسي تهديدات وجودية.

في سياق متصل، أعلنت الصين – التي لا تزال تخوض مفاوضات مع واشنطن – رفضها لسياسة “الحمائية التجارية الضارة”، بينما حصلت المكسيك على مهلة 90 يوماً قبل تطبيق الإجراءات الجديدة. ويواصل ترامب استخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط سياسي، حيث ربط صراحة بين المفاوضات مع كندا وموقفها من القضية الفلسطينية.

تبقى الأسواق في حالة ترقب، حيث من المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ في 7 أغسطس الجاري، ما يمنح الدول المتضررة فرصة أخيرة للتفاوض. وفي الوقت الذي يحاول فيه بعض الشركاء التجاريين تخفيف الخسائر، يحذر خبراء الاقتصاد من تداعيات هذه الإجراءات على سلاسل التوريد العالمية واستقرار الأسواق المالية.