آخر الأخبار

بعد نزيف المونديال.. المغرب يرصد أزيد من مليار دولار لاحتضان “الفورميلا 1”

في خضم التحضيرات الجارية لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، وفي ظل تحذيرات من تفاقم العبء على المالية العمومية، كشفت تقارير فرنسية، بتاريخ 31 يوليوز 2025، عن مشروع مغربي ضخم لبناء حلبة لسباقات الفورميلا 1 جنوب مدينة طنجة، بتكلفة إجمالية تناهز 1.2 مليار دولار.

المخطط لا يقتصر على إنشاء مضمار سباق من الدرجة الأولى، مصادق عليه من الاتحاد الدولي للسيارات، بل يتعدى ذلك إلى تشييد منشآت فندقية، متنزهات، مارينا بحرية، ومركز لوجستي، على مساحة شاسعة تبعد نحو 20 كيلومتراً عن مدينة طنجة. ويعتمد القائمون على المشروع على قرب الموقع من أوروبا، باعتباره عاملاً حاسماً في الجاذبية اللوجستية.

وبحسب مصادر متطابقة، فقد تم بالفعل تخصيص 800 مليون دولار من طرف مستثمرين خواص، في انتظار استكمال باقي التمويل. ويأمل المبادرون أن تنتهي الأشغال خلال ثلاث سنوات، مع إحداث ما يصل إلى 10 آلاف فرصة شغل، مباشرة وغير مباشرة. ولا يزال المشروع في طور انتظار المصادقة الرسمية من السلطات المغربية.

الجهات الداعمة ترى في المشروع خطوة لتعزيز صورة المغرب كوجهة رياضية وسياحية عالمية، بينما تنبّه أصوات أخرى إلى مخاطر تكرار نماذج استثمارية باهظة في مشاريع نخبوية، لا تعكس بالضرورة الأولويات الاجتماعية الملحّة. ويخشى بعض المراقبين من أن يؤدي تراكم هذا النوع من المبادرات إلى تقليص هوامش الإنفاق على التعليم والصحة.

المهندس الفرنسي إريك بولييه، المدير السابق لفريقَي ماكلارين ولوتس، والمنظم السابق لجائزة فرنسا الكبرى بين 2018 و2022، يقود هذا المشروع. ويرى بولييه أن المبادرة تستجيب لطموحات الفورميلا 1 بالعودة إلى القارة الإفريقية، مستنداً إلى الموقع الاستراتيجي للمغرب، خاصة قربه من ميناء طنجة المتوسط.

لكن مختصين مغاربة في السياسات العمومية يعتبرون أن الرهان على مشاريع كبرى بهذا الحجم لا ينبغي أن يُحسم دون تقييم جدي وشفاف للعائد الاقتصادي والاجتماعي. فمن البديهي أنه لا يمكن تبرير تخصيص مئات الملايين من الدولارات لمشاريع غير ذات أولوية، في ظل واقع هشاشة يعانيه جزء كبير من المغاربة.

ويأتي هذا المشروع في وقت تتسابق فيه عدة دول إفريقية، من بينها جنوب إفريقيا ورواندا، للعودة إلى جدول الفورميلا وان، بعدما غابت المسابقة عن القارة منذ سنة 1993. أما المغرب، فكان قد نظم سباقاً وحيداً للفورميلا 1 سنة 1958 في الدار البيضاء، قبل أن يغيب تماماً عن الساحة العالمية لهذه الرياضة.

المقال التالي