لوموند تكشف معاناة مهاجرات افريقيات تعرضن للاغتصاب في أكادير

سلطت مجلة “لوموند” الفرنسية الضوء على واحدة من أشد المآسي التي تعاني منها النساء المهاجرات الإفريقيات في المغرب، وهي تعرضهن للاغتصاب خلال رحلات الهجرة أو بعد استقرارهن في البلاد، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى حمل غير مرغوب فيه، ليضاعف هذا الوضع من آلامهن النفسية والاجتماعية، ويهدد مستقبلهن ومسارهن.
وفي تقرير إنساني نُشر مؤخراً، استعرضت المجلة قصصاً مؤثرة لعدد من النساء القادمات من السنغال وغينيا، وجدن في جمعية “كازا لوميير” في الدار البيضاء ملاذاً يخفف عنهن بعضاً من أعباء الاغتراب والعنف. هذه الجمعية، التي تضم متطوعات من المغرب وفرنسا والجزائر، تقدم منذ أكثر من عشر سنوات دعماً طبياً ونفسياً وغذائياً للمهاجرين في وضعية هشاشة.
وفي هذا السياق، ركزت المجلة بشكل خاص على قصتي فتاتين تعرضتا للاغتصاب في مدينة أكادير، ما أدى إلى حمل غير مرغوب فيه قلب حياتهما رأساً على عقب. الأولى شابة سنغالية وصلت إلى المغرب بحثاً عن عمل، لكنها وجدت نفسها ضحية اعتداء جنسي داخل السكن الذي وفره لها المشغل. وبعد أشهر، اكتشفت أنها حامل، ما عمّق شعورها بالصدمة واليأس، وأدخلها في صراع نفسي حاد مع واقع لم تختره.
أما القصة الثانية، فهي لشابة غينية في التاسعة والعشرين من عمرها، تعرضت لاغتصاب جماعي على يد رفاق في رحلة الهجرة، وهي اليوم أم لتوأمتين في سن العامين، وتعيش في أحد مراكز الإيواء التي تديرها الجمعية.
تعيش هذه الشابة -حسب المجلة- حالة من الانكسار، إذ لم تعد قادرة على إرسال المال لعائلتها في غينيا، وتخشى العودة إلى بلدها بسبب التقاليد الصارمة التي تجرّم إنجاب أطفال خارج إطار الزواج.
وأكدت “لوموند” أن هذه الحالات ليست معزولة، بل تعكس ظاهرة متنامية تعاني منها كثير من المهاجرات الإفريقيات اللواتي يقعن ضحايا للاستغلال الجنسي في طريقهن إلى أوروبا أو داخل المغرب. وتبرز هنا أهمية الدور الذي تلعبه “كازا لوميير”، ليس فقط في تقديم الرعاية، بل في التوعية بوسائل الحماية والوقاية، كوسائل منع الحمل، وفي مقدمتها اللولب الذي توفره الجمعية مجاناً.
وحذّرت الجمعية، عبر المجلة، من أن الاغتصاب يمثل أحد أخطر التهديدات التي تواجه النساء على دروب الهجرة، إذ لا يخلّف فقط آثاراً جسدية ونفسية، بل يقوّض كذلك أحلام الاستقرار والعمل والدعم العائلي، ويحوّل رحلة البحث عن الأمل إلى معركة يومية للبقاء.
تعليقات