وزارة الصحة تعلن عن خطة طموحة لتخفيض أسعار أكثر من 8656 دواءً

في خطوة وصفها المتتبعون بالجريئة، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم، عن إطلاق خطة شاملة لتخفيض أسعار أكثر من 8656 دواءً متداولاً في السوق المغربية، تشمل أساساً أدوية الأمراض المزمنة. المبادرة تروم تخفيف العبء عن الأسر ومؤسسات التأمين، عبر توفير يُقدر بـ1.698 مليار درهم لصناديق التغطية الصحية، و509 ملايين درهم لميزانيات المواطنين.
الوزير أمين التهراوي كشف، في حوار صحفي، عن مشروع مرسوم جديد لتعويض مرسوم 2013، يهدف إلى إصلاح منظومة التسعير الدوائي. المرسوم يعتمد مقارنة الأسعار دولياً ومراجعتها كل ثلاث سنوات، في محاولة لتحقيق عدالة سعرية وتشجيع التصنيع الوطني للأدوية. وأكد التهراوي أن المشروع وُضع بعد أكثر من 30 اجتماعاً مع مختلف الفاعلين في القطاع، بمن فيهم المصنعون والصيادلة وصناديق التأمين.
رغم هذه الخطوات، لم يُخفِ الوزير هشاشة البنية التحتية الصحية، موضحاً أن 34 مؤسسة استشفائية خرجت عن الخدمة وتحولت إلى ما وصفه بـ”النقاط السوداء”، في وقت يعاني فيه ربع المستشفيات الإقليمية من تقادم واضح. من أصل 177 مستشفى إقليمي، خضع 83 منها لإعادة تأهيل أو بناء، فيما توجد 54 في طور الإصلاح، و40 أخرى في وضع يوصف بـ”الكارثي”.
الوزارة تسعى في المقابل إلى تعزيز الموارد البشرية، حيث ارتفع عدد المهنيين الصحيين من 17 إلى 25 لكل 10 آلاف نسمة، بينما لا يزال المعدل العالمي بعيد المنال، عند 42 مهنياً لكل 10 آلاف. ويُعد هذا الارتفاع من ثمار استراتيجية التوظيف والدعم التي تبنتها الوزارة لتدارك النقص المزمن في الكوادر.
وفي ما يتعلق بخدمات الحراسة والنظافة، كشف الوزير عن إدخال إصلاحات على دفاتر التحملات وصفقات التدبير داخل المؤسسات الصحية العمومية، بهدف الرفع من جودة الخدمات وتقليص معاناة المرتفقين. كما لم تُغفل الوزارة تحديات طارئة، على رأسها ندرة أمصال العقارب والثعابين، واستغلال بعض لوبيات اللقاحات لمواسم مثل الحج.
وبينما تستمر الوزارة في معركتها ضد مكامن الخلل، تم الإعلان عن انطلاق مشروع “ماربيو” في بنسليمان، الذي يطمح إلى تصنيع وتعبئة اللقاحات محلياً، ضمن رؤية تروم تعزيز السيادة الدوائية للمملكة والانفتاح على الأسواق الإفريقية.
تعليقات