أغلبها من وهبي.. مراسلون بلا حدود ترصد ملاحقات ممنهجة ضد صحافيين مغاربة

أكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” أن وضعية الصحافة في المغرب لا تزال مقلقة، رغم مرور عام على العفو الملكي الذي شمل عدداً من الصحافيين ومعتقلي الرأي.
وأوضحت المنظمة، في تقرير حديث لها، أن المملكة تحتل المرتبة 120 من أصل 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2025، مشيرة إلى أن الصحافة المستقلة تتعرض لما وصفته بـ”القمع الممنهج”، من خلال ملاحقات قضائية تُستخدم كوسيلة لترهيب الصحافيين وثنيهم عن ممارسة مهامهم.
وسلط التقرير الضوء على عدد من القضايا التي طالت صحافيين مغاربة، بينهم حميد المهداوي، مدير موقع “بديل”، الذي يواجه خمس ملاحقات قضائية من طرف وزير العدل، تتعلق بتهم من بينها “نشر مزاعم كاذبة” و”التشهير”. وقد قضت محكمة الاستئناف، في 30 يونيو 2025، بسجنه 18 شهراً وتغريمه مبلغ 1.5 مليون درهم، مع إحالة الملف لاحقاً إلى محكمة النقض. كما أشارت المنظمة إلى إدانات وملاحقات أخرى طالت صحافيين من بينهم حنان بكور، هشام العمراني، عبد الحق بلشكر، ومحمد اليوسفي، على خلفية منشورات أو تحقيقات صحافية تتعلق بشخصيات سياسية أو قضايا حساسة.
وفي سياق متصل، عبّرت المنظمة عن خيبة أملها إزاء استمرار ما وصفته بحملات التشهير التي استهدفت الصحافيين المفرج عنهم بعد العفو الملكي لسنة 2024، مشيرة إلى أن هذه الحملات طالت أيضاً أفراداً من عائلاتهم، ورافقتها اتهامات خطيرة تهدف إلى ضرب مصداقيتهم وتشويه صورتهم أمام الرأي العام. واعتبرت أن هذه الأساليب تُنفّذ عبر منصات متخصصة في التشهير، وتندرج ضمن استراتيجية أوسع لترهيب الجسم الصحافي المستقل.
ودعت المنظمة السلطات المغربية إلى الكف عن اللجوء إلى القانون الجنائي في قضايا الصحافة، واحترام مقتضيات قانون الصحافة والنشر الذي ينص على عدم فرض عقوبات سالبة للحرية في مثل هذه الملفات. كما ناشدت المجلس الوطني للصحافة إلى التحرك الجدي للتحقيق في مختلف القضايا المعروضة، والعمل على ضبط الممارسات الإعلامية وفق المعايير المهنية والأخلاقية. وطالبت بإلغاء القيود القانونية التي تعرقل حرية التعبير، خاصة تلك المنصوص عليها في المادة 71 من قانون الصحافة، ومواءمتها مع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب. وشددت في الختام على ضرورة إرساء نظام شفاف لدعم وسائل الإعلام، بما يعزز التعددية ويضمن حرية التعبير ويعيد بناء الثقة بين السلطات والفاعلين الإعلاميين.
تعليقات