آخر الأخبار

“النزيف الأبيض” يهدد المنظومة الصحية المغربية.. 700 طبيب يهاجرون سنوياً

تشهد المغرب هجرة غير مسبوقة للأطباء باتت تعرف بـ”النزيف الأبيض”، حيث يغادر ما بين 600 إلى 700 طبيب سنوياً، أي نحو 30% من خريجي كليات الطب الجدد، وفق أحدث البيانات. هذه الظاهرة تضع النظام الصحي تحت ضغط شديد، خاصة مع وجود طبيب واحد فقط لكل 1370 مواطناً، مقارنة بالمعيار العالمي لمنظمة الصحة العالمية الذي يقدر بـ23 طبيباً لكل 10 آلاف نسمة.

رغم زيادة رواتب الأطباء بـ3800 درهم شهرياً ورفع تعويضات الأخطار المهنية إلى 1400 درهم، كما أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلا أن الإغراءات الخارجية تبقى أقوى. دول مثل ألمانيا وفرنسا، التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية، تجذب آلاف الأطباء المغاربة، حيث يقدر عددهم العامل بالخارج بين 10 آلاف و14 ألف طبيب.

المشكلة تتفاقم في المناطق القروية، حيث يعاني القطاع من نقص حاد في تخصصات حرجة مثل طب النساء والتوليد، مما يعرض حياة آلاف النساء الحوامل والأطفال للخطر. النقابيون يحذرون من أن الإجراءات الحالية غير كافية، ويطالبون بخطة عاجلة تشمل تحسين البنية التحتية وتوفير الحوافز المادية والمعنوية.

من جهته، أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن المغرب يعاني عجزاً يفوق 30 ألف طبيب، بينما كشفت الحكومة عن زيادة ميزانية الصحة بنسبة 65%، من 19.7 مليار درهم عام 2021 إلى 32.6 مليار درهم عام 2025، مع وعود بإنشاء كليات طب جديدة لسد العجز.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل يمكن للمغرب كبح هذا “النزيف” قبل أن يتحول إلى انهيار كامل في المنظومة الصحية؟ الإجابة تبدو مرتبطة بمدى جدية الإصلاحات القادمة، في ظل تنامي المنافسة العالمية على الكفاءات الطبية.

المقال التالي