آخر الأخبار

أفاعٍ وعقارب سامة تهدد أرواح ساكنة إقليم تارودانت في صيف ملتهب وسط غياب الأمصال

مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتجدد معاناة سكان إقليم تارودانت، خصوصاً في المناطق الجبلية والقرى النائية، مع أخطار الأفاعي والعقارب السامة، التي تشكل تهديداً حقيقياً لحياة المواطنين، وسط ضعف بنية الاستجابة الطبية وغياب الأمصال المضادة للسموم في غالبية المراكز الصحية المحلية.

ويُعد إقليم تارودانت من أكبر الأقاليم على مستوى التراب الوطني من حيث المساحة والتضاريس المتنوعة، ما يجعل الوصول إلى المستشفى الإقليمي المختار السوسي بمدينة تارودانت صعباً للغاية، خاصة بالنسبة لساكنة الدواوير المعزولة التي تبعد أحياناً مئات الكيلومترات عن مركز المدينة.

في ظل هذا الوضع، يجد العديد من المصابين بلدغات الأفاعي والعقارب أنفسهم مضطرين للتنقل لمسافات طويلة نحو المستشفى الإقليمي، في غياب شبه تام للأمصال الحيوية بالمستوصفات الجماعية، ما يعرض حياتهم لمخاطر جسيمة بسبب تأخر التدخل الطبي.

وما يؤكد حجم المأساة هو ما حدث، لطفل ينحدر من جماعة إكيدي، التابعة لإقليم تارودانت، حيث تعرض للدغة أفعى سامة بدوار ناءٍ، ليتم نقله على وجه السرعة نحو مدينة تارودانت، التي تبعد عن منطقته بأزيد من 100 كيلومتر، بعدما تبين عدم توفر المصل الضروري بالمركز الصحي الجماعي لأوزيوة. ورغم الجهود الكبيرة لنقله بسرعة، إلا أن التأخر في تلقي العلاج أدى إلى فقدانه للحياة بعد وصوله للمستشفى الإقليمي.

وتُسلط هذه الحادثة المأساوية الضوء مجدداً على الخصاص المهول في توفير الأمصال المضادة للسموم بالمناطق القروية والجبلية، وعلى الحاجة الماسة إلى توزيع هذه المواد الطبية الحيوية بطريقة عادلة وناجعة، تأخذ بعين الاعتبار البعد الجغرافي وصعوبة التنقل في الإقليم.

وتطالب فعاليات مدنية وحقوقية بالإسراع في تزويد مستوصفات الجماعات القروية بالأمصال، وتعزيز قدرات التدخل الطبي بها، وذلك حفاظاً على حياة المواطنين، وخصوصاً الأطفال الذين يبقون الأكثر عرضة لمضاعفات اللدغات السامة، في انتظار حلول بنيوية تضع صحة الإنسان في قلب السياسات العمومية.

المقال التالي