آخر الأخبار

صيف الهروب الكبير.. مغاربة العالم يتجنبون المغرب بسبب الغلاء وحكومة أخنوش في قفص الاتهام

في وقت يُفترض أن يكون فصل الصيف موسماً ذهبياً تنتعش فيه خزينة الدولة من خلال عودة الجالية المغربية، اختار عدد كبير من مغاربة العالم الهروب من واقع الغلاء والاستغلال، مفضلين قضاء عطلتهم في دول أوروبية مجاورة، او في دول آسيا، لتُمنى السياحة المغربية بانتكاسة جديدة، وسط صمت حكومي غير مفهوم.

وعوض أن يكون المغرب وجهة مفضلة لأبنائه المقيمين بالخارج، أصبح عبئاً مالياً لا يُحتمل، بفعل الارتفاع المهول في أسعار الإقامة، والمطاعم، وخدمات النقل، في ظل غياب أي تدخل فعلي من الحكومة لضبط الأسعار أو تقديم بدائل مشجعة.

فالإقامة في فندق متوسط أو حتى متواضع باتت تكلف أحياناً أكثر من نظيرتها في إسبانيا أو البرتغال، بينما تعاني الخدمات من ضعف الجودة وغياب الحس الاحترافي.

هذا الوضع يضع حكومة عزيز أخنوش، وخصوصاً وزارة السياحة، تحت مجهر الانتقاد، إذ لم تُبادر إلى تقديم أي خطة محكمة لجذب مغاربة العالم، لا عبر عروض تحفيزية، ولا من خلال ضبط السوق السياحي الذي بات يدار من قبل المضاربين وأصحاب المصالح دون حسيب أو رقيب.

ويتساءل الكثيرون عن غياب أي استراتيجية تواصلية واضحة تبرز مقومات المغرب السياحية وتستهدف الجالية المغربية، التي لطالما ساهمت في تنشيط الاقتصاد الوطني خلال أشهر الصيف، في وقت تقدم فيه دول مجاورة خدمات بجودة عالية، وبأسعار مناسبة، بل وتخصص برامج لاستقطاب مغتربيها ودعم عودتهم المؤقتة.

ومع تزايد عدد مغاربة المهجر الذين اختاروا هذا الصيف قضاء عطلتهم في وجهات مثل إيطاليا، تركيا، إسبانيا، او ماليزيا، يتفاقم القلق حول مستقبل السياحة الوطنية، التي تبدو رهينة لسياسات حكومية مرتجلة، تغيب فيها الإرادة الفعلية لإصلاح القطاع أو على الأقل جعله أكثر جاذبية لأبناء الوطن.

وفي ظل هذا الواقع، يجد المواطن المغربي، سواء في الداخل أو الخارج، نفسه ضحية مباشرة لغياب الرؤية، وتراكم الاختلالات، وسياسات الترقيع التي لم تعد تقنع أحداً.

المقال التالي