في أول تعليق له على حواره مع طلال..عصيد يرد على الانتقادات ويوضح لمغرب تايمز خلفيات الجدل

أثارت إحدى حلقات برنامج حواري تبثه قناة ميدي1 تيفي باللغة الفرنسية، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن جمعت بين الكاتب والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، والدكتور في الاقتصاد الإسلامي محمد طلال لحلو.
الحلقة التي ناقشت قضايا اجتماعية وفكرية، تحوّلت إلى مادة للنقاش الحاد بين نشطاء الإنترنت، الذين اعتبر كثير منهم أن الدكتور لحلو “تفوق” على عصيد، مستدلين بما قدمه من معطيات رقمية وبيانات علمية خلال مداخلاته، مقابل ما وصفوه بـ”خطاب إنشائي” من طرف عصيد، يفتقر إلى الأرقام والتحليل العلمي.
وقد انتشرت على مواقع التواصل عشرات التدوينات والتعليقات التي تسخر من أداء أحمد عصيد في الحوار، بينما حظي لحلو بإشادات واسعة بين من وصفوه بـ”الهادئ” و”المُركز”، وبأنه كان متمكناً في عرض أفكاره بالحجج والدراسات.
وفي هذا السياق، اتصل موقع مغرب تايمز بأحمد عصيد لأخذ رأيه بشأن هذا الجدل الذي أثارته الحلقة، فكان رده مباشراً وناقداً لواقع الحوار في المغرب، حيث قال:”النقاش الذي تمخض في شبكات التواصل الاجتماعي عن حلقة من برنامج جمعني بالسيد طلال لحلو يعكس أزمة الحوار في المجتمع المغربي، فالناس لا يريدون التبادل ولا الاستماع إلى بعضهم البعض، بل فقط يبحثون عن ‘بطل’ يقدم لهم ‘العزاء’ عن التخلف العام الذي نتخبط فيه وعن الهزائم المتتالية ‘للأمة’. ولهذا يتصورون أية مناظرة أو حوار كحلبة ملاكمة، فلا يستفيدون شيئا في النهاية، لأن الأهم هو حصيلة الحوار وما ينبغي الاحتفاظ به لصالح بلدنا كمخرجات ونتائج، مما يتماشى مع تحولات واقعنا.
وأضاف عصيد: يفسر هذا لماذا يميل أغلبية الجمهور إلى من يمارس ‘هجاء’ الغرب دون أن يقدم أي نقد ذاتي لأحوالنا. فإذا كان الغرب يقوم بنقده الذاتي لكي يصلح أخطاءه ويتقدم، فأين نقدنا لتجاربنا نحن؟ الحقيقة أن أغلبية الناس ينفرون من نقد الذات ويعتبرونه انتهاكاً واستفزازاً لمشاعرهم.
واسترسل: خذ مثلا الحديث عن الأسرة، يمكن لأي سلفي أو إخواني أن يرضي الجمهور بشكل تام بالحديث عن تدهور الأسرة في الغرب وتفككها وأن يقول إن منسوب السعادة قد تراجع لدى النساء، ولكن ما يخفيه هذا الخطاب هو أن ‘استقرار الأسرة’ عندنا لا ينبئ عن سعادة غامرة ترفل فيها النساء، لأنه استقرار يقوم على التمييز والإخضاع والوصاية وأخلاق الطاعة، وعلى الكثير من العنف أيضا الذي قد يصل إلى 61 %، مما يعطي صورة عن أسرة أكثر تدهوراً بسبب الاحتكار الذكوري لكل شيء.
وأكمل الباحث حديثه معنا بالقول: فنقد الأسرة الغربية يُستعمل من أجل الحفاظ على مساوئ الأسرة التقليدية عندنا، وهذا يرضي الجمهور ولكنه لا يسمح لنا بالتطور، لأن احتقار نصف المجتمع لا يصنع تنمية ولا نهضة أبداً.
ليوضح: إن الحوار رأسمال وطني ينبغي الحفاظ عليه، وعدم تعويضه بالعنف الذي يسود مختلف الأوساط، وعلينا الانكباب خلال أي حوار على أعطابنا أولاً من أجل إصلاحها، لأن نظام الأولويات يقتضي العناية بالذات قبل الآخر، وينبغي تجنب القيام بحملات التشهير والكراهية بعد كل حوار، لأن هذا ليس أمراً صحياً، بل ينبغي ‘رسملة’ نتائج الحوار حتى تتضح الرؤية أكثر، والهدف ليس هو القضاء على بعضنا البعض، بل تطور بلدنا وخروجه من التخلف.
من جانبه، عبّر الدكتور محمد طلال لحلو عن رأيه في نفس المناظرة، حيث كتب في منشور على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك: “حتى أكون صريحاً معكم: لقاء دام 45 دقيقة، مضت منه 45 دقيقة وأنا أنتظر فكرة واحدة مدعومة بأدلة علمية أو ميدانية أو منطقية… فلم أجد.”
تصريح لحلو زاد من تأجيج التفاعل على مواقع التواصل، حيث انقسمت الآراء بين من رأى أن لحلو قدم نموذجاً للنقاش العلمي الهادئ، ومن اعتبر أن الحوار بين الفكر الديني والحقوقي في المغرب لا يجب أن يُختزل في حسابات الفوز والخسارة.
تعليقات