آخر الأخبار

بوعشرين لمغرب تايمز: قانون تنظيم الصحافة خطر على المهنة ويكرّس القمع

في خطوة أثارت جدلا واسعا داخل الأوساط الصحفية والحقوقية، صادق مجلس النواب، مساء الثلاثاء، بالأغلبية، على مشروع القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، حيث حاز النص تأييد 87 نائبا، مقابل معارضة 25 نائبا، دون تسجيل أي امتناع عن التصويت، وذلك في انتظار عرضه على مجلس المستشارين لمواصلة مساره التشريعي.

وجاءت هذه المصادقة خلال جلسة عمومية خُصصت للدراسة والتصويت على المشروع، وذلك بعد ساعات فقط من مصادقة لجنة التعليم والثقافة والاتصال على المشروع ذاته، بـ18 صوتا مؤيدا و7 أصوات معارضة، في وقت لم يُسجل فيه أي امتناع داخل اللجنة كذلك.

وقد أثارت هذه الخطوة موجة من التنديد في صفوف العديد من الصحفيين والمهنيين، الذين اعتبروا أن القانون الجديد يمثل انتكاسة لمبدأ التنظيم الذاتي للصحافة ويمس باستقلالية المهنة.

وفي هذا السياق، قال الصحفي توفيق بوعشرين، في تصريح خصّ به موقع مغرب تايمز: هذا يوم حزين في بيت الصحافة الذي أصبح مستباحا من قبل الجهاز الحكومي ومن قبل الرأسمال الريعي، وبمساعدة محسوبين على المهنة وهم غرباء عن قيمها وثقافتها ووظيفتها في المجتمع. هؤلاء هم (صحافيو الخدمة) الذين قبضوا ثمن الترويج لهذا النص الخطير والمعيب، والذي سيزرع بذور الحرب الأهلية بين زملاء ما بقي في المهنة.

وأضاف بوعشرين أن مجلس النواب، وبسرعة كبيرة، صادق على نصوص خطيرة تمس باستقلالية مهنة الصحافة، وتُقيم مجلسا للهدم الذاتي وليس للتنظيم الذاتي، فاقدا للشرعية، وذلك لتفويت مهمة القمع له إزاء ما بقي من أصوات قليلة تسير ضد التيار.

وتابع: إن الحكومة التي تضيق بالهيأة الوطنية لمحاربة الرشوة، وتزيل فصول الإثراء غير المشروع من القانون الجنائي، وترفض تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في مصير 13 مليار، الحكومة الغارقة في تضارب المصالح، من رئيس الحكومة إلى الفتى الصغير وزير الاتصال، هل هذه الحكومة ستترك الصحافة تلعب دور السلطة الرابعة التي تراقب السلطة الحكومية وتفضح تجاوزاتها؟

وقال بوعشرين: إنه من الآن فصاعدا، لا يحق لأي مواطن أن يقول إنه صحافي في المغرب، لأن هذه المهنة صارت غير قانونية، وإلا سنصبح أمام انتحال صفة.

وأنهى تصريحه بالقول: إن من ما زال يحتاج إلى دليل على أن الصحافة الحرة والمستقلة والمهنية أُغلقت أبوابها، فقد اقتنع اول أمس، وأصبح من سابع المستحيلات أن يقوم أي صحافي بعمل مهني أو تحقيق صحفي. العار سيلاحق من صفق لهذه المذبحة القانونية والحقوقية التي جرت اول أمس، صوتا وصورة، على التلفزة الرسمية، ومن يعش، سيحكي.

خالد افرياض

المقال التالي