أمريكا تعلن إنسحابها نهائيا من “اليونسكو”.. قرار يهز المنظمة الأممية

في خطوة مفاجئة، أعلنت الخارجية الأمريكية رسمياً انسحاب بلادها من منظمة “اليونسكو”، مُعللة القرار بتضارب أولويات المنظمة مع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. جاء الإعلان عبر المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، التي وصفت سياسات المنظمة بأنها “أيديولوجية” و”غير متوافقة” مع مبدأ “أمريكا أولاً”، الذي تتبناه الإدارة الحالية.
وبحسب الوثيقة الدستورية لـ”اليونسكو”، فإن الانسحاب الأمريكي سيدخل حيز التنفيذ في 31 ديسمبر 2026، مما يمنح واشنطن فترة انتقالية للوفاء بالتزاماتها كعضو كامل العضوية. وأشارت بروس إلى أن المنظمة “انحازت إلى أجندات سياسية” على حساب أهدافها الأساسية، مُبررة القرار بأنه حتمي لحماية السياسات الأمريكية.
وكشفت مصادر مقربة من البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب هو من أقر الانسحاب بعد عملية تقييم استمرت ثلاثة أشهر، ركزت على سياسات “اليونسكو” ومواقفها الدولية. وأكدت نائبة المتحدث الرئاسي، آنا كيلي، أن التقرير كشف عن “تحيز واضح” ضد إسرائيل، ودعم مفرط للقضية الفلسطينية، إضافة إلى “توجهات مثيرة للجدل” حول التنوع والمساواة.
ولم تتردد واشنطن في اتهام المنظمة بـ”التطرف الثقافي”، معتبرة أن قرار الانسحاب يعكس إرادة الناخبين الأمريكيين الذين صوتوا ضد “الانخراط في مؤسسات دولية تفرض رؤى منحازة”. وجاء التحرك متسقاً مع سياسة ترامب الرافضة للتعددية المؤسسية، والتي تفضل الاتفاقات الثنائية على الانضمام إلى كيانات متعددة الأطراف.
في حين لم تعلق “اليونسكو” رسمياً على القرار، يتوقع مراقبون أن يفتح الانسحاب الأمريكي الباب أمام تساؤلات حول مصداقية المنظمة وقدرتها على الحفاظ على حيادها. وتاريخياً، لم تكن هذه المرة الأولى التي تغادر فيها واشنطن المنظمة، بعد انسحابها السابق عام 1984، قبل أن تعود إليها في 2003 تحت إدارة جورج بوش الابن.
يأتي القرار في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية-الدولية توترات متصاعدة، خاصة مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة، مما يضع علامات استفهام حول إمكانية انسحابات أخرى في المستقبل القريب.
تعليقات