الداخلية: أزمة الكلاب الضالة في المغرب: 100 ألف عضة و33 وفاة سنويا

في ظل تصاعد أعداد الكلاب الضالة بالمغرب، كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025، عن أرقام صادمة: أكثر من 100 ألف حالة عضة وخدش خلال عام 2024، بالإضافة إلى 33 وفاة بداء السعار، و432 إصابة بالأكياس المائية، و64 حالة ليشمانيا. جاء ذلك خلال جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، حيث أبرز التهديد المتزايد لهذه الظاهرة على الصحة العامة.
ولمواجهة هذا الخطر، أطلقت وزارة الداخلية منذ 2019 شراكة مع وزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، بهدف اعتماد مقاربة علمية للحد من انتشار الكلاب الضالة. وأوضح لفتيت أن الوزارة تعمل حالياً مع الجماعات الترابية لإنشاء مراكز متخصصة في جمع وإيواء هذه الحيوانات، بتكلفة إجمالية بلغت 240 مليون درهم خلال خمس سنوات.
وتُظهر الأرقام تقدماً ملحوظاً في المشاريع الجارية، حيث دخل مركز الرباط حيز الخدمة، بينما وصلت نسبة الإنجاز إلى 95% في خمسة مراكز بمدن كالدار البيضاء وطنجة ومراكش. كما حصلت خمسة مراكز أخرى على التمويل في مدن مثل القنيطرة والرشيدية، بينما تدرس الوزارة إقامة سبعة مراكز إضافية في فاس وتارودانت وغيرها.
وفي خطوة مبتكرة، تم الشروع في إنشاء مجمع بيطري متنقل بالقنيطرة، كتجربة نموذجية توفر خدمات التلقيح والتعقيم والإيواء المؤقت. هذا المشروع يهدف إلى تغطية مناطق متعددة حسب الحاجة، مما يعكس مرونة في التعامل مع الأزمة.
رغم هذه الجهود، تبقى التحديات كبيرة في ظل ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، مما يطرح تساؤلات حول فعالية الإجراءات الحالية ومدى سرعة استجابتها لاحتواء الأزمة. السؤال الأبرز الآن: هل ستنجح هذه الخطط في كبح جماح الظاهرة، أم أن المغرب بحاجة إلى إستراتيجيات أكثر صرامة؟
تعليقات