البوليساريو تزعم استهداف المحبس.. والرباط يكتفي بالصمت

في تطور لافت، أعلنت عدة صفحات تابعة لجبهة البوليساريو على مواقع التواصل الاجتماعي عاينها “مغرب تايمز” ، أنه منذ صباح الأحد، تم تنفيذ هجمات استهدفت مواقع للقوات المسلحة الملكية المغربية في قطاع المحبس، على مقربة من الجدار الأمني. هذه المزاعم تأتي في سياق تصعيد اعتبره متابعون محاولة لخلط الأوراق في المنطقة واستفزازًا جديدًا من طرف الجبهة الانفصالية.
ووفقًا لما تداولته هذه الصفحات، فقد تم في تمام الساعة 06:45 صباحًا قصف مقر قيادة اللواء السابع بالمحبس، في هجوم وُصف بـ”المباغت والمركّز”. وتحدثت المصادر ذاتها عن وقوع خسائر مادية وبشرية، دون إرفاق مزاعمها بأي صور أو أدلة ميدانية تعزز الرواية.
لاحقًا، وفي حدود الساعة 13:30 ظهرًا من اليوم نفسه، أُعلن عن قصف ثانٍ استهدف مقر قيادة الفيلق 40 بمنطقة “روس أم لكطى”. وقد اعتُبر هذا الهجوم تصعيدًا غير مسبوق، بالنظر إلى تكرار العمليات في ظرف زمني لا يتجاوز 12 ساعة، ما يعكس، بحسب مراقبين، رغبة الجبهة في تأزيم الوضع الميداني.
ورغم خطورة هذه الادعاءات، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات المغربية حتى لحظة نشر الخبر، حيث تواصل الرباط تبني نهج الحذر الإعلامي في التعامل مع مثل هذه التصريحات، تاركةً للمؤسسة العسكرية صلاحية التعاطي مع المستجدات وفق مقتضيات السيادة الوطنية ومتطلبات الميدان.
ويُنظر إلى هذا التصعيد كجزء من استراتيجية متكررة تعتمدها البوليساريو، في مسعى للتغطية على الأزمة المتفاقمة التي تعاني منها داخل مخيمات تندوف. وتواجه قيادة الجبهة تحديات متزايدة تتمثل في حالة احتقان شعبي داخلي وانقسامات سياسية تهدد تماسكها، مما يدفعها، بحسب محللين، إلى تصعيد الخطاب العسكري لصرف الأنظار عن أزمتها الداخلية.
هذه المعطيات، وإن بقيت إلى حدود الساعة غير مؤكدة من جهة مستقلة، تندرج ضمن سياق إقليمي هش، حيث تلعب الرواية الإعلامية دورًا محوريًا في توجيه الرأي العام، وسط تعقيدات سياسية وأمنية متزايدة في المنطقة.
تعليقات