إلغاء جلسة محاكمة “مجرم الحرب” نتنياهو بسبب إصابته بتسمم

تغيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، عن جلسة محاكمته في قضايا فساد تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة، وسط جدل بشأن دوافع غيابه بعد الإعلان عن إصابته بالتهاب معوي ناتج عن “تناول طعام فاسد”. وبينما أكد مكتبه تلقيه علاجاً منزلياً، اتهمته يعيل فريدسون مراسلة قانونية بارزة بمحاولة “التهرب من المحاكمة”، ما أضفى بُعداً جديداً على القضية التي قد تفضي إلى عواقب قانونية تصل إلى السجن.
وأفاد بيان صادر عن مكتب نتنياهو (75 عاماً)، الأحد، بأن البروفيسور ألون هيرشكو، مدير قسم الطب الباطني في مستشفى “هداسا عين كارم”، شخص حالته بعد شعوره بالتوعك، ليتبين أنه مصاب بالتهاب معوي ويحتاج إلى علاج وريدي لتعويض الجفاف. وأضاف البيان أن رئيس الوزراء سيدير مهامه من منزله خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وفقاً لتوصيات الأطباء، وهو ما تزامن أيضاً مع غيابه عن جلسة الحكومة التي عُقدت الأحد، حسبما أفادت القناة 12 العبرية.
لكن المراسلة القانونية لصحيفة “هآرتس”، يعيل فريدسون، شككت في الرواية الرسمية، واعتبرت عبر منصة “إكس” أن الإعلان عن المرض “خطوة مريبة” في سلسلة محاولات نتنياهو لتجنب المحاكمة، داعيةً القضاة إلى تحديد جلسات استثنائية خلال عطلة المحاكم الصيفية التي تمتد حتى سبتمبر. ولم يصدر أي رد من مكتب نتنياهو على هذه الاتهامات، فيما تواصل المحكمة المركزية في تل أبيب النظر في التهم الموجهة إليه، والتي يُحاكم بسببها مرتين أسبوعياً.
ويأتي هذا الغياب في سياق متاعب قانونية ودولية متصاعدة تلاحق نتنياهو، إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر 2024، مذكرة اعتقال بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة. كما يواجه ملف فساد داخلي قد يقوده إلى السجن في حال إدانته.
ولا يقتصر الجدل على المسار القضائي، بل يمتد إلى تاريخه الصحي الحافل بالتدخلات الطبية. ففي عام 2023، خضع لجراحة زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب، تلتها عملية استئصال البروستاتا في ديسمبر بعد إصابته بعدوى في المسالك البولية. وفي مايو الماضي، أجرى فحص “تنظير القولون” روتينياً، بحسب مكتبه، بينما تكررت إصابته بالإنفلونزا والفتق، ما أبعده عن أداء مهامه لعدة أيام في مارس 2024.
أما التطور الصحي الأبرز فكان في يوليو 2023، حين كشف الأطباء عن معاناته لسنوات من اضطراب في توصيل الإشارات الكهربائية للقلب، بعد دخوله المستشفى إثر حالة “جفاف” تبيّن لاحقاً أنها نوبة قلبية طفيفة. وتثير هذه السلسلة من التدخلات الطبية تساؤلات حول قدرته على الاستمرار في منصبه في ظل أزمات سياسية وقانونية غير مسبوقة.
وتجري هذه التطورات في خضم الحرب المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت – بحسب مصادر فلسطينية – عن نحو 200 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 11 ألف مفقود ودمار واسع النطاق ألحقه الجيش الإسرائيلي، بدعم أمريكي، متحدياً أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات.
بين المرض والمحاكمة، يبدو نتنياهو عالقاً في دوامة تعمق الشكوك حول مستقبله السياسي والقانوني، في وقت تتعاظم فيه العاصفة من حوله داخلياً ودولياً.
تعليقات