الراشيدية.. حجز 1.8 طن من الحشيش بعد حادث سير غامض

في عملية نوعية، تمكنت مصالح الدرك الملكي بمركز أوفوس (التابع لسرية وجهوية الرشيدية) من حجز شحنة ضخمة من مخدر الحشيش المُعالج، بلغ وزنها طنًّا و837 كيلوغرامًا، وذلك مساء يوم السبت 19 يوليوز 2025. جاءت العملية بعد تدخل سريع لعناصر الأمن إثر حادث سير غامض لمركبة مشبوهة، حيث عُثر بداخلها على 69 رزمة من المخدرات مُعدة للنقل إلى وجهة مجهولة.
أسفرت التحريات الأولية عن توقيف سائق المركبة، بينما لا يزال شريكه هاربًا، فيما تكثف فرق الدرك، تحت إشراف النيابة العامة، جهودها لتتبع الخيوط وكشف الشبكة الإجرامية الكامنة وراء هذه الشحنة. وأوضحت مصادر مطلعة أن الموقوف وُضع تحت الحراسة النظرية، في انتظار استكمال التحقيق لتحديد الأدوار وملء الفراغات حول مصدر المخدرات ومستقبلها.
هذه العملية ليست معزولة، بل تأتي في سياق الحملات المتواصلة التي تشنها القوات الأمنية ضد شبكات التهريب المنظم، خاصة في المناطق الجنوبية التي تشهد تحركات نشطة لتجار المخدرات. ويُظهر حجم المضبوطات، التي ناهزت الطنين، جرأة هذه الشبكات وقدرتها على التكيف مع إجراءات المكافحة، ما يطرح تحديات جديدة أمام الأجهزة الأمنية.
من جهة أخرى، تؤكد المصادر أن التحقيق سيركز على البُعدين المحلي والعابر للحدود، نظرًا للكمية الكبيرة التي تُشير إلى تورط لاعبين كبار. كما تُدرس فرضية ارتباط الحادث بشبكات دولية، خاصة مع تزايد الطلب على الحشيش المُعالج، الذي يُعدّ من أكثر الأنواع رواجًا في الأسواق السرية.
وفي رد فعل رسمي، أشادت مصادر أمنية بـ”الكفاءة العالية” التي تعاملت بها عناصر الدرك، معتبرة أن العملية “ضربة استباقية” أعاقت تدفق كميات خطيرة إلى الشوارع. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: هل ستكون هذه الضربة كافية لتفكيك الشبكة بالكامل، أم أنها مجرد حلقة في سلسلة طويلة من المواجهات؟
يذكر أن هذه العملية تضيف إلى سجل حافل لعمليات حجز المخدرات في المغرب، الذي يُعدّ من الدول الرائدة إقليميًا في مكافحة هذه الآفة، لكنه يوازن بين الإنجازات وتحديات تعقيدات الجريمة المنظمة وتشعب روابطها.
تعليقات