طائرات كنادير تواصل معركتها ضد نيران غابة المضيق والفنيدق

في مشهد متكرر يثير القلق، تواصل طائرات الإطفاء الكندية “كنادير” التابعة للقوات المسلحة الملكية غاراتها الجوية منذ صباح اليوم السبت 19 يوليو 2025، في محاولة لإخماد حريق غابوي اندلع بمنطقة “كدية زكالت” بين مدينتي المضيق والفنيدق.

وقد أفاد فؤاد العسالي، رئيس المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، بأن فرق الإطفاء البرية والجوية انتشرت فور رصد الحريق، حيث تعمل أربع طائرات “توربو تراش” تابعة للدرك الملكي بالتنسيق مع عناصر الوقاية المدنية والمياه والغابات في ظل ظروف مناخية صعبة تتميز بارتفاع الحرارة وهبوب رياح قوية.

فيما يثير الحريق تساؤلات مجتمعية حول أسبابه الحقيقية، حيث يربط نشطاء ومصادر محلية بين تواتر الحرائق في المنطقة وأنشطة مافيات تستهدف الأراضي الغابوية، مطالبة بتحقيقات عاجلة لملاحقة المتورطين في ما وصفوه بـ”التطهير العمدي للغابات”.

وتأتي هذه الحادثة في وقت كشفت فيه الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن خرائط تنبؤية جديدة بين 15 و18 يوليو الجاري، صنفت مناطق الشمال ومنها المضيق-الفنيدق وشفشاون ضمن المناطق الأكثر عرضة للخطر بسبب العوامل المناخية والغطاء النباتي.

على الصعيد الوطني، تشير الإحصائيات إلى تراجع عدد الحرائق هذه السنة مقارنة بالمعدلات العشرية السابقة، حيث سجلت 111 حريقاً أتت على 130 هكتاراً فقط حتى 20 يونيو الماضي، وهو ما يعزى لتحسن آليات التدخل والوقاية.

بينما تتصاعد أصوات المطالبين بإجراءات أكثر صرامة لحماية الرئة الخضراء للمملكة، تبقى معركة إخماد نيران كدية زكالت اختباراً حقيقياً لفعالية المنظومة الوقائية المغربية في مواجهة كوارث قد تكون طبيعية في ظاهرها فقط.