آخر الأخبار

المندوبية: 76% من الأسر المغربية صرحت بتدهور مستوى معيشتها خلال 12 شهراً السابقة

كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن مؤشر ثقة الأسر المغربية شهد تحسناً ملحوظاً خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقارنة بالفترات السابقة، لكن الأرقام تكشف تناقضاً صارخاً: فبينما ارتفع المؤشر إلى 54.6 نقطة بعد أن كان 46.6 نقطة في الربع الأول، فإن 76% من الأسر لا تزال تشعر بتراجع جودة الحياة خلال الـ12 شهراً الماضية.

التفاصيل تكشف أن 17.2% فقط من الأسر رأت أن أوضاعها المعيشية مستقرة، بينما لم تتجاوز نسبة المتفائلين بتحسن الظروف 6.8%. هذه المشاعر السلبية تنعكس في رصيد المؤشر الذي سجل “ناقص 69.2 نقطة”، وهو تحسن طفيف مقارنة بـ”ناقص 78.2 نقطة” في نفس الفترة من 2024.

أما عن توقعات المستقبل، فتبقى الأسر منقسمة: 44.9% تتوقع مزيداً من التدهور، و45.4% ترى أن الأمور ستستقر عند مستواها الحالي، بينما لا يتوقع التحسن سوى 9.7%. ورغم ذلك، يُلاحظ أن رصيد التوقعات تحسن من “ناقص 46.3 نقطة” في الربع الأول إلى “ناقص 35.2 نقطة” الآن، ما قد يشير إلى هبة تفاؤل حذرة.

يُذكر أن هذه البيانات تأتي ضمن “البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر”، الذي تُجريه المندوبية دورياً لقياس نبض المجتمع المغربي. التحسن في المؤشرات العامة مقابل استمرار الشكاوى اليومية يطرح تساؤلات حول فجوة بين الأرقام الرسمية وتجارب المواطنين على الأرض، في ظل تحديات اقتصادية عالمية ومحلية لا تزال تلقي بظلالها.

يبقى السؤال: هل يُترجم هذا التحسن الإحصائي إلى ارتياح ملموس في معيشة الأسر، أم أن الأمل في الانفراج يحتاج إلى وقت أطول؟ المشهد الاقتصادي المغربي يواصل اختبار صبر المواطنين، بين مؤشرات متفائلة وواقع يومي ثقيل.

المقال التالي