آخر الأخبار

ارتفاع واردات القمح يكشف فشل “المغرب الأخضر” وسياسات أخنوش الفلاحية

سجّل المغرب استيراد أزيد من 1.1 مليون طن متري من القمح الروسي حتى نهاية يونيو 2025، بزيادة قاربت 2.3 مرة مقارنة مع الموسم الفلاحي السابق، بحسب بيانات المركز الفيدرالي الروسي “أغروإكسبورت”.

ويأتي هذا الارتفاع اللافت في ظل تراجع حاد في الإنتاج الوطني، حيث لم يتجاوز محصول الحبوب 55.1 مليون قنطار سنة 2023، بانخفاض بنحو 67 في المئة مقارنة بموسم 2021-2022، نتيجة الجفاف وسوء توزيع التساقطات.

ويكشف هذا الوضع، بحسب مراقبين، عن فشل ذريع في السياسة الفلاحية التي تتبعها الحكومة بقيادة عزيز أخنوش، والتي كان من المفترض أن تقلص تبعية المغرب لاستيراد الحبوب. كما يعيد إلى الواجهة فشل برنامج “المغرب الأخضر” الذي أطلقه أخنوش حين كان وزيرًا للفلاحة، والذي لم ينجح في تحقيق الأمن الغذائي للمغاربة، بل تركهم أكثر هشاشة أمام تقلبات السوق الدولية.

في ظل هذا الفشل، أصبحت المملكة من بين أكبر مستوردي القمح في العالم، بحاجيات سنوية تتراوح بين 9 و10 ملايين طن، علما أنها من أعلى الدول استهلاكًا للقمح للفرد الواحد عالميًا، بمعدل يفوق 200 كيلوغرام للفرد سنويًا، وهو ما يعكس هشاشة سلة الغذاء المغربية.

ورغم الاستثمارات في الموانئ وتوسيع قدرات التخزين، فإن هذه الإجراءات تبقى مجرد حلول ترقيعية، ما دامت السياسات الزراعية لم تنجح في تحقيق الاكتفاء الذاتي أو ضمان السيادة الغذائية، وهو ما يدفع المغاربة اليوم إلى دفع ثمن اختيارات فاشلة تُعمق التبعية وتضعف القدرة على الصمود في وجه الأزمات.

المقال التالي